اقرأ في هذا المقال
- تغير المناخ تسبب بزيادة شدة واحتمالية الأمطار.
- ضربت أمطار غزيرة جنوب شرق أميركا من 3 إلى 6 أبريل.
- حالة جوية غير اعتيادية تسببت بهطول الأمطار الغزيرة.
- تراوح مستوى الأمطار من 6 إلى 12 بوصة في بعض المناطق.
- زاد معدل هطول الأمطار السنوي في كنتاكي بنحو 10%.
تسببت ظاهرة تغير المناخ في زيادة شدة الفيضانات الكارثية التي اجتاحت العديد من الولايات الأميركية في بداية شهر أبريل/نيسان الماضي، وفق نتائج دراسة حديثة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وجاءت الفيضانات التاريخية في أعقاب موجة أمطار متطرفة نتجت عن اصطدام نظام ضغط مرتفع فوق الساحل الشرقي وجنوب شرق الولايات المتحدة بنظام ضغط منخفض إلى الغرب، وانهارت الحدود بين هذين النظامين، لتستمر الأمطار في ضرب المنطقة نفسها.
كما حمل التيار النفاث، وهو تيار هواء عالي السرعة يرتبط بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، الرطوبة إلى المنطقة من شرق المحيط الهادئ مع وصول الرطوبة السطحية من خليج المكسيك.
ووجد التقرير أنه على الرغم من ندرة مثل تلك العواصف الرعدية المسببة للأمطار الغزيرة والفيضانات؛ فإنه يُتوقع حصولها كل 240 عامًا في ظروف طقس حار مماثلة.
عواصف رعدية شديدة
تسبب تغير المناخ بزيادة شدة واحتمالية هطول الأمطار والفيضانات التاريخية التي ضربت أجزاء من ولايتي أركنساس وكنتاكي وولايات أخرى في شهر أبريل/نيسان الماضي، والناجمة عن العواصف الرعدية الشديدة، وفق ما خلصت إليه نتائج دراسة حديثة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وضربت أمطار غزيرة جنوب شرق الولايات المتحدة خلال المدة من 3 حتى 6 أبريل/نيسان (2025)؛ نتجت عنها فيضانات وضعت أكثر من 70 مليون شخصًا تحت تحذير الفيضانات، وأودت بحياة ما لا يقل عن 15 شخصًا، وجرفت السيارات، بل أخرجت قطارًا عن مساره.
واستعان الباحثون بنماذج مناخ وبيانات تاريخية لتحليل نظام العواصف في 8 ولايات تتبعتها الدراسة؛ ووجدوا أن تلك العواصف قد زادت شدتها بنحو 9% بسبب الاحتباس الحراري، كما ارتفعت احتمالية حصولها بنسبة 40% حاليًا، قياسًا بمناخ خالٍ من الاحترار العالمي.
وقال الباحث في كلية إمبريال كوليدج لندن بين كلارك الذي أسهم في وضع التقرير الصادر عن مؤسسة وورلد ويزر أتريبيوشن (World Weather Attribution) واختصارها دبليو دبليو إيه (WWA): "نعلم أن الجو الحار يحمل رطوبةً بكمياتٍ أكثر".
و"دبليو دبليو إيه" هو تحالف من العلماء والباحثين الذين ينشرون تحليلاتٍ سريعةً بشأن الدور الذي يؤديه تغير المناخ في أحداث الطقس المتطرفة.
وأوضح كلارك أن حالة جوية غير اعتيادية قد أسهمت بهطول الأمطار الغزيرة، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

هطول الأمطار.. تفسير علمي
قال خبير الأرصاد في منظمة كليمت سنترال (Climate Central) غير الهادفة للربح، ومقرها نيو جيرسي، شل وينكلي، المشارك كذلك في إعداد التقرير، إن نظام الطقس ذا الضغط المنخفض الذي أدى إلى حصول أعاصير قد اصطدم بنظام ضغط مرتفع؛ ما نتج عنه هبوب عواصف رعدية شديدة واحدة تلو الأخرى على المناطق نفسها في مناطق الجنوب الشرقي والغرب الأوسط.
وأضاف وينكلي: "تلك الجبهة كانت الطريق الذي سلكته تلك الأعاصير، كما أنها كانت آلية الانطلاق؛ وهذا ما سمح لتلك العواصف الرعدية بالتجمع على أرض مشبعة"، موضحًا: "هذا حدث مثير للاهتمام حقًا؛ حيث اجتمع الطقس وتغير المناخ سويًا".
وأشار إلى أن هيئة الأرصاد الوطنية أصدرت تحذيرًا هو الثالث من نوعه بشأن الطقس المتطرف في 2 أبريل/نيسان الماضي، مردفًا: "بحلول نهاية ذلك اليوم، أصدرت هيئة الأرصاد الوطنية، عبر مختلف مكاتبها، 728 تحذيرًا مختلفًا من حصول عواصف رعدية وكذلك تحذيرات من وقوع أعاصير".
وأضاف وينكلي أنه خلال المدة من 3 إلى 6 أبريل/نيسان (2025)، تراوح مستوى هطول الأمطار من 6 إلى 12 بوصة في بعض المناطق، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

عواصف 240 عامًا
بعد تحليلهم الأمطار الغزيرة التاريخية التي سقطت في شهر أبريل/نيسان المنصرم، وجد الباحثون أن من المتوقع حصول نظام عواصف مشابه من حيث الحجم والنطاق مرة واحدة كل مدة تتراوح من 90 إلى 240 عامًا في ظل مناخ حار أشبه بالمناخ السائد في الوقت الراهن.
وأبدى خبير المناخ في ولاية كنتاكي والبروفيسور في جامعة وسترن كنتاكي جيرالد بروتزغ الذي لم يشترك في الدراسة، شكوكه إزاء مثل تلك الدراسات التي تعزو حصول الفيضانات العارمة إلى تغير المناخ، لكنه أقر في الوقت نفسه بقوة نتائج البحث الحالي.
وقال بروتزغ: "يبدو أنهم قد أنجزوا مهمةً كبيرةً، وقد خلصوا إلى أن العواصف الرعدية قد تشكلت في المنطقة نفسها"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت بروتزج إلى أن ولاية كنتاكي، التي ينتمي إليها، قد سجلت ارتفاعًا في درجات الحرارة بنحو درجة مئوية واحدة (1.8 درجة فهرنهايت) خلال الأعوام الـ130 الأخيرة، كما كانت الولاية على موعدٍ مع هطول أمطار غزيرة بمضي الوقت.
وواصل: "زاد معدل هطول الأمطار السنوي لدينا بنحو 10%، وقد ورأينا أشد 10 سنوات أمطارًا، 5 منها منذ عام 2011. وما زال عام 2011 الأكثر مطرًا على الإطلاق، يليه عام 2018".
وأتم تصريحاته بقوله: "عام 2025، وتحديدًا المدة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان هي الأكثر مطرًا في بداية العام".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق