11:06 ص - الأربعاء 14 مايو 2025

0

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة، مستندًا إلى مؤشرات اقتصادية أظهرت تراجعًا في معدلات التضخم خلال الأشهر الأخيرة. وأشار ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إلى أن أسعار البنزين، الطاقة، البقالة، وغيرها من السلع، قد شهدت انخفاضًا ملحوظًا، مؤكدًا أن "لا وجود للتضخم حالياً"، مما يستدعي، بحسب رأيه، تحركاً من البنك المركزي على غرار ما قامت به أوروبا والصين.

ويأتي هذا التصريح في أعقاب صدور بيانات رسمية عن وزارة العمل الأمريكية أظهرت تباطؤاً في وتيرة التضخم خلال أبريل 2025، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 2.3% على أساس سنوي، مقارنة بـ 2.4% في مارس، مسجلة بذلك أدنى مستوى نمو في الأسعار منذ أكثر من أربع سنوات. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2%، بعد انخفاض بنسبة 0.1% في مارس، وهو أول تراجع شهري منذ مايو 2020.

ورغم هذه الأرقام التي تدعم موقف ترامب، لا تزال بعض التقديرات تشير إلى إمكانية عودة الضغوط التضخمية في الأشهر المقبلة، خصوصاً في ظل تطبيق رسوم جمركية جديدة. ومع ذلك، فإن بعض المؤشرات الفرعية عكست تراجعاً فعلياً في التكاليف، إذ انخفضت أسعار البقالة بنسبة 0.4%، مع هبوط كبير في أسعار البيض بلغ 12.7%، وهو أكبر انخفاض منذ سبتمبر 2020.

من جهة أخرى، بقي معدل التضخم الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة – ثابتاً عند مستوى 2.8% على أساس سنوي، وهو ما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة للمناورة قبل اتخاذ أي قرار بشأن تغيير السياسة النقدية.

يُعد تباطؤ التضخم الأمريكي إشارة إيجابية للأسواق والمستهلكين، إلا أن الدعوات لخفض الفائدة لا تزال تصطدم بتحفظات داخل الفيدرالي الذي يسعى لتحقيق توازن بين دعم النمو وكبح التضخم المحتمل. وفي ظل تباين المؤشرات، ينصح المستثمرون والمؤسسات المالية بمتابعة التطورات الاقتصادية والنقدية عن كثب، مع التحوّط من سيناريوهات التقلب التي قد تطرأ على المدى القريب.