شهدت أسعار الذهب العالمية، اليوم الأربعاء، تراجعًا حادًا بنسبة أكثر من 2%، لتسجل أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر، مع انحسار الإقبال على الأصول الآمنة وسط مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز.

هبوط الذهب إلى أدنى مستوى منذ أبريل

بحلول الساعة 14:10 بتوقيت جرينتش، تراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.8% ليصل إلى 3188.52 دولارًا للأوقية (الأونصة)، وهو أدنى مستوى يسجله منذ 11 أبريل الماضي.

وكان الذهب قد هبط في وقت سابق من الجلسة إلى مستوى 3174.62 دولارًا، بينما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.7% لتصل إلى 3192.80 دولارًا.

التوترات التجارية وتأثيرها على الأسواق

تأتي هذه الخسائر في أسعار الذهب في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى توقعاته بالتعامل مباشرة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لحسم تفاصيل اتفاق تجاري بين البلدين.

كما كشف ترامب عن وجود اتفاقات تجارية محتملة قيد الإعداد مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية، مما عزز الآمال بانفراج في العلاقات التجارية الدولية، وأدى إلى تقليل الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

تعليقات الخبراء حول هبوط الذهب

وعلق تاي وونغ، تاجر المعادن المستقل، بأن التراجع الكبير في أسعار الذهب جاء مدفوعًا بالتفاؤل بشأن تخفيف الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، مما تسبب في تصحيح فني للمعدن الأصفر.

وأضاف وونغ أن الذهب، الذي يُعد من الأصول الآمنة، يتأثر بشكل كبير بأي تطورات على الساحة التجارية العالمية، حيث يتجه المستثمرون نحو الأصول الأكثر خطورة مع انحسار المخاوف.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

ولم يقتصر التراجع على الذهب، حيث شهدت الفضة انخفاضًا في المعاملات الفورية بنسبة 1.8% لتصل إلى 32.29 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.5% ليسجل 983.42 دولارًا.

وفي المقابل، كان البلاديوم المعدن الوحيد الذي حقق مكاسب، حيث ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 957.65 دولارًا.

مستقبل الذهب بين العوامل الجيوسياسية والسياسات التجارية

يتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب تحت ضغط في ظل التحسن المحتمل في العلاقات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، لكن أي تصعيد جديد أو تطورات غير متوقعة قد تدفع المستثمرين مرة أخرى إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن.

وتبقى الأعين على تصريحات القادة الدوليين وأي مستجدات في المحادثات التجارية، والتي من شأنها أن تحدد الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب والمعادن النفيسة.