الاربعاء 14 مايو 2025 | 09:58 مساءً

اشتباكات طرابلس الليبية
شهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءًا حذرًا، اليوم الأربعاء، بعد يومين من أعنف الاشتباكات التي عرفتها المدينة منذ سنوات، والتي اندلعت عقب مقتل قائد ميليشيا بارز، ما دفع الحكومة إلى إعلان وقف لإطلاق النار ونشر قوات محايدة لضمان التهدئة.
وبحسب سكان محليون، فإن القتال الذي اشتعل مساء يوم الإثنين الماضي، وتجدد خلال ليل أمس الثلاثاء، هدأ صباح الأربعاء بعد دخول وحدات أمنية محايدة تابعة لوزارة الداخلية إلى عدد من النقاط الحساسة.
اشتباكات طرابلس الليبية
أوضحت وزارة الدفاع الليبية أن هذه القوات لا تحمل أسلحة ثقيلة، في محاولة للحد من التصعيد داخل الأحياء السكنية المكتظة.
وفي أعقاب الاشتباكات، بدت بعض شوارع طرابلس وكأنها ساحة حرب؛ إذ تناثرت السيارات المحترقة، وظهرت آثار الرصاص على جدران العديد من المباني، في مشهد أعاد إلى الأذهان فصولاً دامية من ماضي ليبيا القريب.
وأعرب السكان عن صدمتهم وخوفهم من موجة العنف المفاجئة، خاصة بعد فترة من الهدوء النسبي، ويقول أحد السكان في حي الدهرا: "من المرعب أن نشهد هذا القتال العنيف، جمعت أطفالي في غرفة واحدة طوال الليل تفاديًا للقصف العشوائي"، فيما تحدث آخر من منطقة السراج عن لحظات متقطعة من الصمت أعطت الأمل مؤقتًا، لكنها سرعان ما تبددت مع تجدد إطلاق النار.
صراع الفصائل يفتح الباب لتغيير موازين القوى
جاءت الاشتباكات التي وقعت في قلب العاصمة على خلفية مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار، الذي كان يتمتع بنفوذ واسع في طرابلس، وتُشير تقارير إلى أن القتال دار بين اللواء 444 المتحالف مع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وقوة الردع الخاصة (الرادا)، وهي آخر الفصائل الكبرى غير المرتبطة بالحكومة.
وقد ساهمت هذه الأحداث في ترسيخ سلطة الدبيبة داخل العاصمة، حيث أمر بتفكيك ما وصفه بـ"الجماعات المسلحة غير النظامية"، في محاولة لبسط سيطرة الدولة على المشهد الأمني المعقد، ويُنظر إلى انتصارات اللواءين 444 و111 المتحالفين معه على جماعة الككلي كمؤشر على إعادة تشكيل خارطة القوى المسلحة في طرابلس.
قلق أممي ومخاوف من تمدد الصراع
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في مناطق مكتظة بالسكان داخل العاصمة، داعية جميع الأطراف إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذّرة من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى توسيع نطاق النزاع، خصوصًا مع احتمال تدخل فصائل مسلحة من خارج طرابلس، مثل تلك المتمركزة في الزاوية غربًا.
ويأتي هذا التصعيد وسط هشاشة مستمرة في المشهد السياسي الليبي، حيث لم تحقق البلاد الاستقرار منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتعيش ليبيا منذ عام 2014 حالة انقسام بين حكومة الشرق المدعومة من المشير خليفة حفتر، وحكومة الغرب بقيادة الدبيبة، رغم الهدنة التي أُبرمت عام 2020 برعاية أممية.
النفط في منأى ولكن المخاوف قائمة
رغم أن القتال لم يؤثر حتى الآن على إنتاج النفط، إلا أن شركة سرت للنفط التابعة لمؤسسة النفط الوطنية أعلنت تعليق حركة النقل البري نحو المناطق الغربية، بما في ذلك طرابلس، حتى استعادة الاستقرار الكامل، بحسب ما أكده مهندسون في عدد من الحقول.
وتُعد ليبيا إحدى الدول الرئيسية المصدّرة للطاقة في شمال أفريقيا، كما تمثل محطة عبور مهمة للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا، ولذلك، فإن أي تدهور في الوضع الأمني بالعاصمة قد تكون له تبعات إقليمية ودولية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق