قال السفير نبيل حبشي، نائب وزير الخارجية، إن مصر كثفت جهودها في السنوات الأخيرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال رؤية متكاملة تجمع بين التوعية والتنمية وتوفير الفرص البديلة.
جاء ذلك في كلمة السفير نبيل حبشي أمام مؤتمر "مكافحة الهجرة غير الشرعية وتأهيل الشباب المصري لسوق العمل"، الذي عقد في محافظة بورسعيد، تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وبحضور المهندس عمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد والدكتور محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ورئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج ونواب وأعضاء اتحاد شباب المصريين بالخارج.
وشدد على أهمية هذا الملتقى الذي يعكس الاهتمام المتزايد الذي توليه الدولة المصرية، بتوجيه من القيادة السياسية، لقضية الهجرة غير الشرعية، والتي تعد من أخطر التحديات التي تواجه شبابنا وأسرنا في عدد من المحافظات، ومن بينها بورسعيد ذات التاريخ الوطني العريق.
وأشاد بالدور الحيوي لأعضاء مجلس النواب في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، سواء من خلال التشريعات التي تجرم وتحد من هذه الظاهرة، أو من خلال دورهم الرقابي والميداني في التواصل مع المواطنين وتبني المبادرات المجتمعية التي توفر فرصًا بديلة للشباب، قائلًا:"لقد كان لجهودهم دورًا فعالًا في دعم خطط الدولة وتعزيز وعي المواطنين بخطورة هذه الظاهرة وسبل مواجهتها".
وذكر السفير نبيل حبشي بأن دمج وزارة الدولة للهجرة مع وزارة الخارجية جاء ليشكل خطوة استراتيجية لتعزيز التنسيق المؤسسي وتوحيد الجهود في الداخل والخارج.
ونوه بأن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 خلال منتدى شباب العالم تعد إحدى الركائز الأساسية لهذه الرؤية، إذ وضعت المبادرة نصب عينيها التصدي لمخاطر الهجرة غير الشرعية، عبر التوعية المباشرة في المحافظات المصدرة للهجرة، وتقديم بدائل واقعية وآمنة للشباب، سواء من خلال فرص للتدريب والتوظيف، أو عبر برامج إعادة التأهيل والتمكين الاقتصادي، بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
وأوضح أنه ومن هذا المنطلق، فإن دمج وزارة الدولة للهجرة ضمن وزارة الخارجية في يوليو 2024 أتاح تعزيز العمل المؤسسي المشترك. وتوسيع دائرة التعاون مع الشركاء الدوليين لمكافحة شبكات التهريب والاتجار بالبشر وتنفيذ برامج إعادة الإدماج للمهاجرين العائدين تنمية.
ولفت السفير نبيل حبشي، من جهة أخرى، إلى الأولية الكبرى التي أولتها الدولة لمحور الهجرة الآمنة، مستشهدًا بأبرز النماذج في هذا الإطار وهو المركز المصري الألماني، الذي يمثل منصة رائدة لتوفير الاستشارات، وفرص العمل للشباب المصري.. سواء من العمالة الفنية أو المتخصصة تخص وفرص فضلًا عن خدمات العادة إدمان العائدين، بما يحقق التوازن بين طموحات الشباب ومتطلبات السوق.
وأضاف أنه وفي إطار توسيع دائرة البدائل الإيجابية، فقد نسقت الوزارة جهودها مع عدد من الجهات المعنية، كوزارة الإسكان والمجلس القومي للمرأة والكنيسة المصرية، لإتاحة تدريبات مهنية وحرفية في مجالات متنوعة مثل البناء، وصناعة الحلي، والمنسوجات، وصيانة الأجهزة، وغيرها، بما يتيح فرصا حقيقية للعمل الحر وريادة الأعمال، كما يجري التنسيق مع القطاع الخاص لتوفير برامج تدريبية تؤهل الشباب السوق العمل وتفتح أمامهم آفاقا جديدة دون الحاجة المخاطرة الهجرة غير الشرعية.
واستعرض السفير نبيل حبشي، في كلمته، بعض من إنجازات وزارة الخارجية بعد دمجها مع وزارة الدولة للهجرة، والتي كان لها أثر مباشر في تعزيز التواصل مع المصريين بالخارج، حيث تم إنشاء أكثر من 100 مجموعة تواصل عبر واتساب تضم قرابة 8000 - مواطن في الخارج بجانب التعامل شهريًا مع ما يقرب من ألف شكوى واستفسار من المصريين بالخارج.
وأكمل انه تم إطلاق عدة مبادرات رائدة منها بيتك في مصر، مزرعتك في مصر جامعتك في مصر، وذلك لتيسير الاستثمار والتعليم والسكن للمصريين في الخارج بشروط ميسرة وبالعملة الصعبة.
وقال:"ولعل ما شهدته تحويلات المصريين بالخارج من زيادة بنسبة 83 ٪ في يناير 2025 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، انما هي دلالة واضحة على ثقة الجاليات في سياسات الدولة".
واختتم نائب وزير الخارجية بالتأكيد على أن مكافحة الهجرة غير الشرعية لن تتحقق إلا من خلال العمل المشترك، والتكامل بين جهود الدولة والمجتمع، مجددًا الالتزام الكامل بدعم أبناء الوطن المقيمين في مختلف دول العالم.
0 تعليق