شهدت مبيعات السيارات الكهربائية في أفريقيا طفرة قوية خلال العام الماضي (2024)؛ بفضل تحركات جادة من المغرب ومصر لتعزيز نشر هذا النوع من المركبات، بل والعمل على تصنيعها محليًا.

وبحسب بيانات حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تضاعفت مبيعات المركبات الكهربائية في القارة الأفريقية أكثر من مرة، لتصل إلى 11 ألف سيارة خلال العام الماضي.

وعالميًا، تخطّت مبيعات المركبات الكهربائية 17 مليون وحدة في 2024؛ وهو ما أسهم في زيادة الحصة السوقية لذلك النوع من المركبات لأكثر من 20% من إجمالي مبيعات سوق السيارات.

وفي الربع الأول من العام الجاري، تجاوزت مبيعات المركبات الكهربائية حاجز 4 ملايين سيارة، ومن المتوقع نمو إجمالي المبيعات خلال العام الجاري إلى 20 مليون سيارة، مع استمرار هيمنة الصين.

مبيعات السيارات الكهربائية في أفريقيا خلال 2024

رغم ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في أفريقيا خلال العام الماضي؛ فإن حصتها من إجمالي المبيعات ظلّت أقل من 1%، حتى مع النمو الملحوظ في العديد من البلدان، بقيادة المغرب ومصر.

واتجّهت شركات صناعة السيارات في مصر والمغرب إلى زيادة خطوط إنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية بهدف التصدير إلى دول الاتحاد الأوروبي؛ وهو ما أدى إلى سهولة انتشارها في السوق المحلية.

ويعتمد كل من المغرب ومصر على الاستيراد بصورة كبيرة لتوفير احتياجاتهما من الوقود، ليمثّل ذلك النوع من المركبات الكهربائية فرصة لتقليل فاتورة الاستيراد وتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني.

وبلغت حصة السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات سوق السيارات في مصر والمغرب نحو 2% خلال العام الماضي، لتدعم مبيعات السيارات الكهربائية في أفريقيا.

وجاء ذلك مع زيادة مبيعات المركبات الكهربائية لأكثر من 2000 وحدة في كل من مصر والمغرب خلال العام الماضي، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.

ومن المتوقع أن تنتج دول شمال أفريقيا، ومنها مصر والمغرب، نحو 1.8 مليون مركبة كهربائية بحلول 2035، على أن يصدر 70% منها للسوق العالمية، بدعم إمكانات هائلة من ثروات تعدينية ومحطات طاقة متجددة.

كما نجحت هذه الدول في جذب استثمارات الشركات العالمية، بقيادة المغرب، الذي شهد إعلانات لاستثمارات صينية، ومنها مشروع بقيمة ملياري دولار، يتضمن تصنيع بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم؛ وهو ما يعزز هدف زيادة القدرة الإنتاجية إلى مليون سيارة كهربائية سنويًا.

وفي نيجيريا، تستهدف الحكومة تعزيز إمكاناتها في تصنيع السيارات الكهربائية بدعم من الخبرة المغربية في ذلك المجال، إذ تستهدف أن تكون جميع مبيعات السيارات والشاحنات عديمة الانبعاثات بحلول عام 2040.

وفي السياق ذاته، أدى اتجاه إثيوبيا إلى حظر استيراد سيارات البنزين والديزل بداية عام 2024 إلى نشر نحو 100 ألف سيارة كهربائية، ليسهم ذلك بزيادة مبيعات السيارات الكهربائية في أفريقيا.

مبيعات المركبات الكهربائية ذات العجلتين

بالتوازي، قفزت مبيعات المركبات الكهربائية ذات العجلتين في أفريقيا على أساس سنوي بنسبة 40% خلال العام الماضي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وارتفعت مبيعات المركبات الكهربائية ذات العجلتين إلى 9 آلاف وحدة، ومع ذلك ما تزال حصتها ضئيلة عند 0.5% فقط من إجمالي مبيعات المركبات من هذا النوع في القارة السمراء.

وجاء ذلك مع اتجاه الشركات المحلية إلى الاستثمار في تصنيع المركبات الكهربائية ذات العجلتين، إذ من المتوقع أن تبدأ شركة سبيرو "Spiro" النيجيرية في إنشاء مصنع خلال العام الجاري، بطاقة إنتاجية 100 ألف مركبة كهربائية ذات عجلتين سنويًا.

كما أعلنت شركات محلية أخرى في كينيا ورواندا خططها لزيادة استثماراتها في تصنيع المركبات الكهربائية ذات العجلتين في دول أفريقية أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: