كشف مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف تفاصيل مثيرة عن محادثة هاتفية بين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، حيث أكد أن بوتين أبلغ ترمب مباشرة بمحاولات أوكرانيا لترهيب الزعماء الأجانب الذين حضروا احتفالات عيد النصر في موسكو. وفقاً للتقارير، جاءت هذه المحادثة في سياق توترات متزايدة، حيث سعى بوتين إلى سرد الأحداث التي هددت الاستقرار خلال الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية.
بوتين يناقش التهديدات الأوكرانية مع ترمب
أكد أوشاكوف أن الرئيس بوتين لم يتردد في نقل تفاصيل الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية بالمسيرات الجوية على موسكو، مبيناً أن هذه الهجمات كانت محاولة واضحة لإخافة الزعماء الأجنبيين ومنعهم من الحضور. وفقاً لسرد بوتين، تم منع هذه التهديدات بفعالية في محيط الكرملين والساحة الحمراء، حيث أعلنت روسيا وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام تكريماً لليوم التاريخي. ومع ذلك، قال بوتين إن أوكرانيا استهدفت الأراضي الروسية في ليلة السابع من مايو بأكثر من 524 طائرة بدون طيار وصواريخ من نوع ستورم شادو، لكن جميعها تم إسقاطها بنجاح. هذه الحادثة أبرزت التوترات الجيوسياسية الحالية، حيث ركز الرئيسان على كيف أن مثل هذه الأفعال تعيق الجهود الدبلوماسية.
وفي سياق أوسع، أشاد بوتين وترمب بتاريخ التعاون بين البلدين خلال الحرب العالمية الثانية، مشدداً على “الأخوة القتالية” التي جمعت الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة ضد ألمانيا النازية واليابان ذات النزعة العسكرية. هذا الجانب من المحادثة دامت أكثر من ساعتين، ووصفها بوتين بأنها “صريحة ومفيدة للغاية”، مما يعكس رغبة في استعادة بعض القنوات التواصلية رغم الخلافات.
الرئيس الروسي يستذكر التحالف التاريخي
في جزء آخر من الحديث، لفت أوشاكوف إلى أن ترمب عبر عن أسفه الشديد للابتعاد الحالي بين واشنطن وموسكو، معتبراً أن الظروف الراهنة جعلت البلدين ليس فقط منفصلين، بل بعيدين جداً عن بعضهما. وفقاً لما نقل عن ترمب، فإن الكثيرين في أمريكا قد لا يدركون أو يصدقون حجم التضحيات التي قدمتها روسيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قال إن “الروس ضحوا بحياتهم أكثر من أي شخص آخر”. هذا الاستذكار للتحالف القديم يبرز التباين الكبير مع الواقع اليومي، حيث يستمر الصراع الأوكراني في فرض تحديات على العلاقات الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، أكد بوتين أن جولة الاتصال الهاتفي كانت فرصة لمناقشة كيف أن الأحداث الحديثة، مثل الهجمات الأوكرانية، تهدد السلام العالمي بشكل عام. على سبيل المثال، أشار إلى أن نظام كييف لم يحترم وقف إطلاق النار المعلن، مما يعكس نقصاً في الالتزام بالمعايير الدولية. من جانبه، أعرب ترمب عن اهتمامه الخاص بالتعاون التاريخي، معتبراً أن ذكريات الحرب العالمية الثانية تذكر بأهمية الوحدة في وجه الخطر. هذه النقاشات العميقة تفتح الباب لاحتمالية حوارات مستقبلية، رغم التحديات السياسية الحالية.
وفي ختام المحادثة، ركز بوتين على أن الاستمرار في الهجمات غير المبررة من قبل أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب، مشدداً على ضرورة العودة إلى الحوار كوسيلة لحل النزاعات. هذا الاتصال يأتي في وقت حرج، حيث يسعى العالم للتوازن بين الصراعات الجيوسياسية والدروس التاريخية، مما يعزز أهمية الاتصالات المباشرة بين القادة لتجنب التصعيد. بشكل عام، تكشف هذه المحادثة عن رغبة متبادلة في استذكار التعاون الماضي كأساس لعلاقات أفضل مستقبلاً، رغم التحديات الراهنة التي تواجه العلاقات الروسية الأمريكية.
0 تعليق