أكد أن الذكاء الاصطناعي سيغيّر مستقبل التعليم في مصر..
أكد المهندس أحمد العطيفي، مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وخبير الاتصالات، أن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بدراسة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس المصرية يُعد خطوة تعكس مدى وعي القيادة السياسية بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره الكبير في مواجهة التحديات المستقبلية.
وأضاف العطيفي، خلال لقائه ببرنامج "الصنايعية" الذي يقدمه الإعلامي محمد ناقد على قناة الشمس، أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في الثورة الصناعية الخامسة.
وأوضح أن التحوّل نحو تدريس الذكاء الاصطناعي لا يُعد مجرد إضافة لمادة جديدة، بل يمثل نظامًا متكاملًا يجب أن يبدأ من المراحل الابتدائية، وليس الثانوية، لضمان تأسيس الطلاب على أسس تكنولوجية سليمة.
ونوّه بأن البدء من المرحلة الثانوية كان أحد الأخطاء التي صاحبت مشروع إدخال التكنولوجيا في التعليم خلال الفترة الماضية، إلى جانب خطأ توزيع أجهزة التابلت على جميع الطلاب دون تحديد الفئات المستحقة، مما حمّل الدولة أعباء مالية ضخمة. كما أن التركيز على الامتحانات الرقمية بدلاً من تطوير العملية التعليمية ككل أدى إلى خلق مقاومة من جانب الطلاب وأولياء الأمور.
ولفت العطيفي إلى أن تطوير التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب بنية تحتية قوية تشمل مراكز بيانات حديثة، وشبكات إنترنت عالية السرعة، وأجهزة إلكترونية حديثة للطلاب والمعلمين.
وأشار إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أن يسهم في تحليل أداء الطلاب بدقة، وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، وتقديم حلول تعليمية مخصصة لكل طالب.
كما أشار إلى أن الاستثمار في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي يتطلب ميزانيات ضخمة، مما يستدعي إشراك القطاع الخاص في تمويل المشروعات الكبرى، خاصة في إنشاء مراكز بيانات ضخمة يمكن أن تجعل من مصر مركزًا إقليميًا لتخزين البيانات ومعالجتها، مستفيدة من موقعها الجغرافي وتحكمها في 10% من حركة البيانات العالمية عبر الكابلات البحرية.
وذكر العطيفي أن العالم بحاجة إلى استثمارات تُقدّر بنحو 7 تريليونات دولار لتطوير مراكز البيانات، وأن مصر يمكنها استهداف 500 مليار دولار من هذه الاستثمارات خلال السنوات العشرين المقبلة، ما يمكّنها من تحقيق قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأوضح أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يجب ألا يقتصر على مجرد تدريس مادة جديدة، بل يجب أن يشمل تطوير المناهج بالكامل، وتدريب المعلمين على استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التدريس، مؤكدًا أن هذا النظام قادر على تقليص الفجوة التعليمية بين المحافظات والمناطق الريفية، وتوفير فرص متكافئة للطلاب للحصول على تعليم رقمي متطور.
وتحدث العطيفي كذلك عن أهمية تقليل أيام الحضور الفعلي للطلاب في المدارس مقابل زيادة الاعتماد على التعليم الإلكتروني، مما قد يسهم في تقليل كثافة الفصول وتوفير تكاليف بناء المدارس. وأوضح أن تقليل أيام الحضور إلى ثلاثة أيام أسبوعيًا يمكن أن يخفف العبء على البنية التحتية التعليمية، ويوفر فرصًا أكبر لتطوير المحتوى التعليمي الرقمي.
وأشار إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال مراكز البيانات، لا سيما مع توافر الكفاءات الهندسية والتكنولوجية المحلية. وأكد ضرورة إطلاق مبادرات تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، مثل توفير الأراضي بأسعار رمزية أو مجانًا، وتقديم إعفاءات ضريبية للمستثمرين.
وأضاف أن مصر قادرة أيضًا على أن تصبح مركزًا إقليميًا لصناعة التعهيد، في ظل توافر العمالة الماهرة والكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات. ودعا إلى وضع خطة طموحة لتحقيق عائدات تصل إلى 30 مليار دولار سنويًا من هذه الصناعة، بما يسهم في زيادة الصادرات الرقمية وتقليل العجز التجاري.
وفيما يخص الشركات الناشئة، طالب العطيفي بإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك الكفاءات القادرة على تحويل هذه الشركات إلى كيانات عالمية قادرة على المنافسة والتصدير للأسواق الدولية.
وفي ختام حديثه، شدّد العطيفي على ضرورة إطلاق حملة ترويجية واسعة لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا، خاصة من الدول التي تواجه ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج مثل الصين والهند.وأشار إلى أن مصر أمام فرصة حقيقية لاستقطاب استثمارات تُقدّر بمئات المليارات من الدولارات، خصوصًا في ظل الاهتمام العالمي الراهن بإنشاء مراكز بيانات جديدة وتحسين البنية التحتية الرقمية.
واختتم العطيفي حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الأهداف، مشددًا على أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق