الأربعاء 21 مايو 2025
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
العالم

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن ترحيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يُعد بمثابة انتصار دبلوماسي للأخير، لا سيما وأنه يعكس تراجعًا عن مطلب ترامب السابق بوقف فوري لإطلاق النار كشرط مسبق لأي تسوية سلمية.
وقالت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته، اليوم الأربعاء إن هذا المكسب الدبلوماسي قد يشكل عقبة أمام تحقيق بوتين لأهدافه الاقتصادية الأوسع، والمتعلقة بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأوضحت أن ترامب شدد بعد المكالمة على أن التقارب الاقتصادي الأمريكي مع روسيا سيكون مشروطًا بتحقيق السلام في أوكرانيا، وليس قبله، مما قد يترك روسيا في حالة من الركود الاقتصادي دون تخفيف سريع للعقوبات الغربية أو عودة الاستثمارات الأجنبية التي كان ترامب قد ألمح إليها.
وأضافت أنه منذ بداية تدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا في 2022، سعى بوتين لإنهاء الحرب وفقًا لشروطه الخاصة. وفي تحركات دبلوماسية معقدة خلال الأسابيع الماضية، تمكن بوتين من الدفاع عن موقفه التفاوضي الذي يهدف إلى إبرام اتفاق سلام شامل، في الوقت الذي يواصل فيه العمليات العسكرية التي يرى أنها تسير لصالحه.
وأفادت بأنه موقف بوتين الصلب قد صمد أمام ضغوط أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، وحتى الولايات المتحدة التي طالبت، حتى وقت قريب، بوقف إطلاق نار فوري كشرط مسبق لأي مفاوضات سلام.
ومن جانبها، أكدت موسكو أن الحرب في أوكرانيا كانت من بين القضايا التي نوقشت خلال مكالمة بوتين وترامب، وأن الزعيمين ملتزمان بإعادة ضبط العلاقات بين البلدين.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، يعتقد بعض المحللين، مثل سام جرين في كلية كينجز بلندن، أن بوتين قد يواصل دفعه الدبلوماسي لتحقيق انفراجة مع واشنطن منفصلة عن تسوية الأزمة الأوكرانية، مستفيدًا من ثروات روسيا الطبيعية كحافز لترامب لتقريب العلاقات رغم استمرار النزاع.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تركز فيه موسكو على تحقيق الانتصار العسكري على الأرض، تستفيد من استقرار أسعار النفط والتأجيل الأمريكي لفرض رسوم جمركية جديدة، مما يمنحها هامشًا ماليًا لمواصلة الحرب. كما أن الاقتصاد الروسي يحقق نموًا معتدلًا، ما يبعد خطر أزمة مالية حادة.
وفيما يتعلق بالعقوبات الأوروبية الجديدة، وصف المسؤولون الروس تلك الإجراءات بأنها ضعيفة، في حين ألمح ترامب إلى احتمال تعليق فرض عقوبات جديدة في حال حدوث تقدم في المفاوضات. ويستخدم بوتين العقوبات لتعزيز رواية الصراع الوجودي مع الغرب، مؤكدًا قدرة الاقتصاد الروسي على التكيف تحت الضغط.
0 تعليق