يُعرف عبد الرحمن ضوة كواحد من الأصوات البارزة في مجال التلاوة والإنشاد الديني، خاصة في محافظة كفر الشيخ. هذا الشاب الطموح، الذي ينحدر من قرية دفرية، قد ترك بصمة مميزة من خلال موهبته الطبيعية في تلاوة القرآن الكريم والتواشيح، رغم التحديات التي واجهها في حياته المبكرة. كخريج لكلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ، يجسد قصة نجاح شخصي يعتمد على الدعم الأسري والجهد الذاتي، حيث شجعته والدته وأشقاؤه بعد وفاة والده مبكرًا، ليصبح نموذجًا يحتذى به في عالم الإنشاد الديني.

عبد الرحمن ضوة: صوت ذهبي في التلاوة والإنشاد

في سيرته الذاتية، يروي عبد الرحمن أحمد حامد أحمد ضوة كيف كان دور والدته حاسمًا في تشكيل مسيرته الفنية. بعد فقدان والده في سن مبكرة، بلغت ست سنوات، اهتمت به والدته ودفعتته نحو حفظ القرآن الكريم، مما كشف سريعًا عن موهبته في الصوت. بدأ يتأثر بكبار القراء والمشايخ، مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ محمود خليل الحصري، بالإضافة إلى عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل. هؤلاء الأساتذة كانوا مصدر إلهام له، حيث ساهموا في تطوير أسلوبه الخاص، الذي يجمع بين الدقة والعاطفة في التلاوة. يفيد عبد الرحمن أنه يجيد أيضًا الابتهالات، مستلهمًا من الشيخين نصر الدين طوبار ومحمد عمران، والشيخ النقشبندي، مما يعزز من تنوع موهبته. يحلم بأن يتطور دوره ليصبح قارئًا رسميًا في إذاعة القرآن الكريم، مشاركًا في نشر الرسالة الدينية على نطاق أوسع.

موهبة بارزة في الإنشاد والتلاوة القرآنية

يؤكد عبد الرحمن دائمًا على أهمية الشكر والامتنان لمن ساهموا في رحلته. يشكر أمه على جهودها الكبيرة في تربيته وتشجيعه، بالإضافة إلى أشقائه الذين كانوا دعمًا أساسيًا له. كما يقدم الشكر لسكان قريته دفرية، الذين شجعوه لمواصلة طريقه في عالم التلاوة، محافظًا على القيم الأصيلة. في هذا السياق، يقترح حملة اجتماعية تهدف إلى حماية الأجيال الجديدة من تأثيرات السوشيال ميديا السلبية، من خلال توفير هواتف بسيطة للأطفال بدلاً من الأجهزة الحديثة، للحفاظ على عادات القرية التقليدية وتعزيز القيم الأخلاقية. هذه الفكرة، التي يأمل في تعميمها على القرى المجاورة، تعكس رؤيته لدور الفن الديني في بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقامة. في محافظة كفر الشيخ، تعد مثل هذه المبادرات جزءًا من الجهود الشاملة لتعزيز الثقافة الإسلامية، حيث يستمر عبد الرحمن في تقديم عروضه كجزء من المهرجانات الدينية والمناسبات الوطنية. إن مسيرته ليست مجرد قصة شخصية، بل تمثل إلهامًا للشباب في المناطق الريفية، الذين يسعون لتطوير مواهبهم رغم الظروف الصعبة. بفضل صوته الجميل وأدائه المتميز، يساهم في إثراء التراث الديني المصري، مما يجعله شخصية مؤثرة في مجال التلاوة والإنشاد على المستوى المحلي والقومي.