أكد البرلمان العربي أن التحديات العالمية الراهنة، وعلى رأسها اضطرابات سلاسل الإمداد، والحروب التجارية، وتغير المناخ، والتحولات المتسارعة في الأسواق العالمية، باتت تفرض ضرورة ملحّة لتعزيز التكامل الإقليمي، بوصفه ركيزة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، تقوم على التعاون لا الانغلاق، والتكامل لا التنافس.

وفي كلمة ألقاها النائب أحمد الجبوري نائب رئيس البرلمان العربي رئيس الوفد المشارك في أعمال الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي البرلماني لبرلمان البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها مدينة مراكش المغربية، نيابة عن محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أشار إلى أن منطقتي الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط تمثلان منذ القدم ملتقى استراتيجيًا لطرق التجارة العالمية، وهو ما يجعل من التكامل الاقتصادي بينهما خيارًا استراتيجيًا لا مفر منه، لضمان النمو المستدام وتحقيق الرخاء المشترك لشعوب المنطقتين.

وأوضح أن الموقع الجغرافي المتميز، وتنوع الموارد الطبيعية، ووفرة رأس المال البشري في كلتا المنطقتين، تمثل مقومات واعدة لبناء قطب اقتصادي فاعل على الساحة الدولية، إذا ما جرى استثمارها بالشكل الأمثل.

وفي هذا الإطار، شدد نائب رئيس البرلمان العربي، على أن تحقيق هذا التكامل يتطلب إرادة سياسية جادة لتجاوز العقبات، وفي مقدمتها إزالة الحواجز التجارية، وتسهيل حركة السلع والخدمات والاستثمارات، إلى جانب استثمار المزايا النسبية في قطاعات الطاقة، والسياحة، والصناعة، والزراعة، والتكنولوجيا، بهدف تقليل الاعتماد على قطاع اقتصادي واحد، وتعزيز استدامة النمو.

ودعا "الجبوري" إلى ضرورة اضطلاع البرلمانيين بدور محوري في هذا المسار، من خلال سنّ التشريعات اللازمة، داعيًا إلى العمل على بلورة خارطة طريق تشريعية مشتركة تخدم أهداف التكامل الاقتصادي الإقليمي بين المنطقتين. كما اقترح تعزيز قنوات التواصل بين القطاع الخاص في الجانبين، من خلال تنظيم المنتديات والملتقيات الاقتصادية المشتركة، التي تجمع المستثمرين ورجال الأعمال من دول الخليج والمتوسط، إضافة إلى تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية عبر تبادل الزيارات والخبرات، وبناء جسور الثقة والتفاهم بين برلمانات الجانبين.

وأكد الجبوري، على التزام البرلمان العربي الكامل بدعم جميع المبادرات والجهود الإقليمية الرامية إلى تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول الخليج العربي ودول حوض المتوسط، مشددًا على أهمية مواصلة التنسيق والعمل المشترك مع البرلمانات الشقيقة والصديقة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.

كما دعا نائب رئيس البرلمان العربي، دول البحر المتوسط وجميع المشاركين في المنتدى باتخاذ موقف موحد بالضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة للشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيين من عدوان متواصل من قتل وتشريد وتهجير، إضافة إلى استخدام سلاح التجويع ومنع دخول المساعدات الغذائية، في ظل صمت دولي مخزٍ.