إبراهيم خالد يكتب: مصر تُربك الحسابات الأمريكية.. مناورة “التنين” مع الصين ترسم خارطة جديدة للقوة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة أربكت مراكز التفكير الأمريكية وأشعلت عناوين الصحف الغربية.. نفذت مصر مؤخرًا مناورة عسكرية مشتركة مع الصين، حملت اسم “التنين” لتعلن من خلالها عن بداية مرحلة جديدة من التوازن الاستراتيجي في المنطقة

المناورة التي جرت في أجواء مشحونة سياسيًا بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت كرسالة واضحة: مصر تملك قرارها السيادي وتتحرك وفق مصالحها الوطنية لا وفق إملاءات أحد

ومع تصاعد أصوات واشنطن المنتقدة للموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من القطاع اختارت القاهرة أن تفتح أبواب التعاون مع شريك دولي آخر لا يُملي شروطًا، بل يحترم الإرادة الوطنية: الصين

الولايات المتحدة التي لطالما اعتبرت مصر حليفًا لا غنى عنه تجد نفسها الآن تتابع من بعيد بعدما فشلت في تقديم دعم حقيقي لمطالب مصر والفلسطينيين وبدا واضحًا أن زمن الأحادية الأمريكية في الشرق الأوسط قد انتهى لتحل محله مرحلة التعددية والشراكات المتوازنة

ورغم محاولات الإعلام الأمريكي التقليل من أهمية التحرك المصري فإن الكمّ الكبير من التحليلات والتقارير حول المناورة مع الصين يكشف عن قلق عميق من تحولات القاهرة الاستراتيجية

مصر التي طالما كانت لاعبًا محوريًا تثبت اليوم أنها قادرة على تغيير قواعد اللعبة لا أن تلعب وفق قواعد وُضعت لها فبينما ينشغل البعض بالضغوط والتصريحات تتحرك الدولة المصرية بخطى واثقة نحو بناء تحالفات جديدة تُعيد لها مكانتها المستحقة على خارطة العالم

الأهم أن هذه الخطوة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتكشّف هشاشة المواقف الغربية، وتتراجع الثقة العربية في جدوى التعويل على واشنطن. فبينما يطالب البعض مصر بالحياد، تفهم الصين أن الحياد لا يعني الصمت، بل يعني الدفاع عن السيادة ورفض الابتزاز السياسي.

ولعل الرسالة الأقوى التي وجهتها القاهرة من خلال “التنين” هي أن مصر لن تكون تابعًا لأحد، بل شريكًا متكافئًا يبحث عن علاقات تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة. وهذه رسالة لن تتوقف عند حدود المناورات، بل ستمتد لتشمل ملفات الطاقة، التكنولوجيا، وحتى الأمن الإقليمي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق