في كل عام ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجدد الحديث حول أحكام الأضحية وطرق توزيعها، ومن أكثر الأسئلة شيوعًا بين المسلمين هو: هل تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث له أصل في الشريعة الإسلامية؟ وفي هذا التقرير، نستعرض رأي العلماء والدليل الشرعي حول هذه المسألة، ونوضح الطريقة المثلى لتقسيم لحم الأضحية وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية.
الأصل الشرعي في تقسيم الأضحية
اتفق العلماء على أن الأصل في الأضحية أن يأكل المضحي منها، ويتصدق، ويُهدي، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى:
“فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير” [الحج: 28]
وبناءً على هذا، لم يُلزم الشرع تقسيم الأضحية إلى أجزاء محددة، ولكن العلماء استنبطوا من فعل النبي ﷺ وصحابته الكرام أن من السنة أن يُقسم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام:
ثلث للأكل
ثلث للهدية
ثلث للصدقة
إلا أن هذا التقسيم ليس إلزاميًا، بل هو على سبيل الاستحباب، أي من فعلها نال الأجر، ومن لم يفعلها فلا إثم عليه، ويجوز أن يتصدق بأكثر أو أقل حسب الحاجة.
الرأي الفقهي في تقسيم الأضحية
أوضحت دار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، أن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث هو اجتهاد فقهي، استنادًا إلى ما ورد من آثار وأحاديث، وليس فرضًا شرعيًا بل يمكن للمضحي أن:
الأدلة من السنة النبوية
ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:
“كلوا وادخروا وتصدقوا” – رواه البخاري ومسلم.
وقد فهم بعض العلماء من هذا الحديث أن من السنة الجمع بين الأكل والإدخار والصدقة، مما فتح الباب للاجتهاد في تقسيم اللحم إلى ثلاثة أقسام.
هل هناك صيغة محددة لتوزيع الأضحية؟
الشريعة الإسلامية تركت للمسلم حرية توزيع لحم الأضحية بما يناسب حاله وأسرته ومجتمعه. وبالتالي فإن:
من يوزع نصفها ويتصدق بالباقي فهو مأجور.
من يتصدق بأكثر من ثلث أو أقل لا حرج عليه.
من يهبها كاملة لفقراء له الأجر مضاعف إن شاء الله.
توزيع الأضحية في العصر الحديث
نظرًا لظروف الحياة الحديثة، قد يفضل البعض توكيل الجمعيات الخيرية في الذبح والتوزيع، مما يتيح توجيه الجزء الأكبر للفقراء والمحتاجين وهذا أمر مقبول شرعًا.
تقسيم الأضحية
تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث (ثلث للأكل، ثلث للهدية، ثلث للصدقة) من السنن المستحبة.
ليس واجبًا شرعيًا ولا يؤثر في صحة الأضحية إن لم يتم بهذا الشكل.
الأفضل مراعاة الفقراء والمساكين في التوزيع، خصوصًا في البلاد التي تعاني من الفقر أو الكوارث.
النية في التوزيع تلعب دورًا مهمًا، فكلما كانت النية خالصة لوجه الله زاد الأجر.
0 تعليق