كيف تبني عادات صحية وتلتزم بها فعليًا؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع بداية كل عام، يتكرر المشهد ذاته: دفاتر جديدة، نوايا صادقة، وخطط طموحة لتغيير نمط الحياة نحو الأفضل، ونسمع العبارات ذاتها: “سأبدأ نظامًا غذائيًا صحيًا”، “سأتوقف عن التدخين”، أو “سأمارس الرياضة بانتظام”، لكن ما يلبث الحماس أن يتراجع، ويتحول الالتزام إلى تأجيل، ثم نسيان.

إحصاءات عالمية تكشف جانبًا صادمًا من هذا الواقع، فواحد فقط من كل عشرة أشخاص ينجحون في تحقيق أهدافهم السنوية، بينما نحو 43% يتخلون عنها قبل انقضاء شهر يناير. والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا نفشل في بناء عادات صحية؟ والأهم: كيف يمكننا النجاح؟

التخطيط الذكي… نصف المعركة

وفقا لموقع healthline أولى خطوات النجاح تبدأ من صياغة الأهداف بطريقة قابلة للتحقيق. نموذج “SMART” لتحديد الأهداف ليس جديدًا، لكنه يثبت فعاليته في مختلف السياقات. وفق هذا النموذج، يجب أن يكون هدفك:
• محددًا (Specific): لا تقل “سأأكل طعامًا صحيًا”، بل قل “سأضيف حصة خضار إلى وجبتي اليومية”.
• قابلاً للقياس (Measurable): حدد كيف ستعرف أنك تتقدم.
• قابلًا للتحقيق (Achievable): لا تضع لنفسك أهدافًا تتعارض مع وقتك أو طاقتك.
• واقعيًا (Realistic): اختر ما يمكنك الالتزام به فعليًا.
• مرتبطًا بزمن (Time-bound): ضع مهلة زمنية لإنجاز كل خطوة.

بهذا الوضوح، يتحول الهدف من فكرة ضبابية إلى خطة عملية.

الأهداف الكبيرة… تُؤكل قطعة قطعة

من يريد خسارة 20 كيلوغرامًا أو الإقلاع عن التدخين، لن يحقق ذلك بين عشية وضحاها. العبرة هنا بتقسيم الهدف إلى مراحل صغيرة يمكن ملاحظتها. خسارة 2 كيلوغرام شهريًا أكثر واقعية من محاولة التخلص من الوزن دفعة واحدة. كذلك، تقليل عدد السجائر تدريجيًا قد يكون أنجح من التوقف المفاجئ.

وتؤكد أبحاث في علم النفس السلوكي أن الاحتفال بالإنجازات الصغيرة سواء بجلسة تدليك، أو وقت مستقطع لراحة ذهنية يساهم في تعزيز الدافع النفسي ويزيد من فرص الاستمرار.

دمج العادة في الروتين… لا تتركها للصدفة

العادة الصحية، كي تستمر، يجب أن تجد لنفسها مكانًا واضحًا في جدولك اليومي. لا يكفي أن تقول “سأمارس الرياضة”، بل حدد متى وأين. إن كنت ممن يستيقظون مبكرًا، فجرّب ممارسة التمارين قبل الذهاب للعمل. وإن لم يكن لديك متسع، فخصص استراحة منتصف اليوم للمشي.

وإذا وجدت صعوبة في الالتزام منفردًا، قد يساعدك إشراك أفراد العائلة أو الأصدقاء في نشاط جماعي  كساعة مشي مسائية بعد العشاء.

الاستمرارية أهم من الكمال

الالتزام لا يعني المثالية. قد تتغيب عن التمرين، أو تتناول حلوى في لحظة ضعف، وهذا لا يعني أن كل ما بنيته انهار. المهم هو ألا تسمح لزلة واحدة أن تتحول إلى عذر للاستسلام.

المرونة في التعامل مع الذات، مع مراجعة دورية للمسار، تضمن أن تبقى على الطريق حتى لو خرجت عنه مؤقتًا.

التتبع… مرآة الإنجاز

رؤية تقدمك المكتوب—على مفكرة أو تطبيق هاتفي—هي واحدة من أقوى المحفزات. تتبع عدد الأيام التي نجحت فيها، أو مقدار التغير الذي أحرزته، يجعل الإنجاز ملموسًا ويعزز الشعور بالتحكم في النفس.

خلاصة:

بناء عادة صحية لا يحدث صدفة، ولا يتحقق بالنية فقط. هو مشروع شخصي يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وانضباطًا واقعيًا، ومثابرة رغم التعثر. وما إن تتحول العادة إلى جزء من الروتين اليومي، حتى تصبح سهلة كغسل وجهك صباحًا… تلقائية، وضرورية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق