في أيامٍ عظيمة تتنزل فيها الرحمات وتُرفع فيها الأعمال إلى السماء، تتوجه قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى الله، يغمرهم الأمل وتكسوهم الطمأنينة، بـ دعاء ختم القرآن في العشر الأوائل من ذي الحجة وهم يختمون كتابه العزيز في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، مرددين دعاء ختم القرآن بخشوعٍ وتضرّع، يرجون به القبول والغفران.
فالعشر الأوائل من ذي الحجة ليست أيامًا عادية، بل هي من أعظم الأيام التي أقسم الله بها في كتابه الكريم: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، فكيف إذا تزامنت هذه الأيام المباركة مع ختم المصحف الشريف، وقد ورد عن السلف أن لختم القرآن دعوة لا تُرد، فكيف إذا اجتمعت بركة الزمان مع بركة الكلام الإلهي؟
دعاء ختم القرآن في العشر الأوائل من ذي الحجة
- اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.
- اللهم اجعلنا من أهل القرآن
- اللهم اجعلنا ممن يقرأه فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأه فيشقى، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك.
- اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه
- اللهم اجعلنا ممن يتلونه حق تلاوته، ويقيمون حدوده، ويحلون حلاله، ويحرّمون حرامه، ويؤمنون بمحكمه ومتشابهِه.
- اللهم اختم لنا بالحسنات، وتوفّنا وأنت راضٍ عنا
- اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، واختم لنا بالحسنات، وتوفّنا وأنت راضٍ عنا، غير فاتنين ولا مفتونين.
- اللهم اجعلنا ممن شفع له القرآن
- اللهم اجعل القرآن لنا في الدنيا قرينًا، وفي القبر مؤنسًا، وعلى الصراط نورًا، وإلى الجنة رفيقًا، ومن النار ستراً وحجابًا، ومن العذاب واقيًا، وعن الذنوب ممحّصًا.
- اللهم بلغنا الفردوس الأعلى بصحبة نبيك ومصطفاك
دعاء ختم القرآن... نفحات ربانية في ليالٍ مشهودة
في الجوامع والمنازل، وفي محراب كل مصلٍّ، يرتفع الدعاء الشهير الذي توارثته الأمة جيلًا بعد جيل، ويبدأ بنداء يلامس القلوب:
«اللهم ارحمني بالقرآن، واجعله لي إمامًا ونورًا وهدًى ورحمة...»
هذا الدعاء الذي يختم به المسلمون قراءتهم، يتضمن أماني عظيمة، من رجاء المغفرة، إلى الدعاء بالجنة، والنجاة من النار، وطلب الثبات في الدنيا، والنور في القبر، والشفاعة يوم القيامة.
"دعاء ختم القرآن في العشر الأوائل من ذي الحجة يحمل خصوصية بالغة، فهو تزامن بين ختام أفضل كتاب، وأفضل الأيام، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام."
ومن أعظم ما يتقرب به العبد في هذه الأيام، قراءة القرآن وختمه، فإذا ختمه ودعا، اجتمع له شرفان: شرف الذكر، وشرف الوقت، وهما من أعظم أبواب القربات."
0 تعليق