قال الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، رئيس مجلسي إدارة وتحرير مؤسسة "البوابة" إنه تأثر كثيرا عندما قرأ كتاب "بنت أبوها"؛ لافتا إلى أن مؤلفة الكتاب، الدكتورة غادة عبد الرحيم، هي أكبر أبناءه، وأن علاقته بها كانت أولى تجاربه في تربية الأبناء.
وحكى: "عندما أنجبت غادة كان عمري وقتها لا يزال 21 عاما، وقتها كان أمام عيني مثالين عظيمين في تربية الأبناء، الأقرب بالنسبة لي كانت المرحومة والدتي، والتي كانت علاقتي بها خاصة ومختلفة للغاية. لكن هذه المرأة استبدلتني بالحياة، فكنت لديها بديلا عن الأب والأخ والزوج، وكنت عالمها كله".
وأضاف: "لقد أحبتني أمي واستغنت بي عن العالم كله. وبالمثل، استغنيت عن العالم كله من أجل أبنائي ومحبتهم".
جاء حديث علي خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب "بنت أبوها" في مقر مؤسسة "البوابة نيوز" لمؤلفته الدكتورة غادة عبد الرحيم، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، الصادر عن دار "صفصافة" للنشر. وشارك في المناقشة الناقد الأدبي الكبير الدكتور يسري عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، الذي سيتناول البُعد الأدبي والنفسي في الكتاب. بحضور نخبة من الشخصيات العامة والمثقفين.

المثال الأعظم في التربية
أضاف عبد الرحيم علي: "المثال الأعظم بالنسبة لي في تربية الأبناء هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وعندما كان أحد يتقدم إلى واحدة من بناتي كنت أروي له قصة الإمام عليّ بن أبي طالب عندما طلب من النبي الإذن بالزواج مرة أخرى على السيدة فاطمة الزهراء. عندها لم يرد الرسول الكريم مباشرة، بل جمع الناس وأخبرهم أن فاطمة بعض منه ومن يؤذيها فقد آذاه".
وتابع: "هنا، تحول النبي الكريم من رسول الأمة إلى أب حنون يعتني بابنته فقط بعيدا عن النبوة ومسؤولياتها. فقط كان أبا يهتم بسعادة ابنته".
كما حكى أيضا عن اقتدائه بأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما كان يُطيل السجود في الصلاة لأن أحد حفيديه -الحسن والحسين- قد امتطى ظهره الشريف. وأكد: "هذا الحنان والحزم وضعته نصب عيني طيلة عمري خلال تربيتي لأبنائي. وكيف كان النبي يعامل ابنته".
وأكد: "هكذا، يأتي الأبناء بالنسبة لي أولا ثم أي شيء آخر بعدها".

كتاب "بنت أبوها"
"بنت أبوها" ليس مجرد كتاب بل شهادة حب وامتنان خالدة، تنقل عبر سطورها علاقة فريدة بين أب وابنته، تتجاوز المألوف، وتغوص في عمق الأبوة الحنونة التي تشكل وجدان فتاة، وتُعيد تعريف الأمان من خلال عيون والدها.
ووفق الناشر، يقدّم الكتاب رحلة وجدانية عميقة عن علاقة من نوع خاص، تُروى بصدق ودفء نادرين، وتجسد معاني الحب الناضج، والدعم غير المشروط، والإلهام الذي يبدأ من أول بطل في حياة الفتاة، والدها.
وقد جاء إهداء الكتاب مؤثرًا واستثنائيًا، حيث كتبت الكاتبة:
"إلى كل فتاة ترى في والدها عالمها الأول وملاذها الأخير…
بين نظراته كانت ترى الأمان، وفي صوته وجدت الوطن، فكيف للقلب أن ينبض بعيدًا عن نصفه الذي علّمه الحب؟”
إلى من عاشت الحكاية، وإلى من ستجد فيها ظلّها… هذه الصفحات لكِ.
إلى أول بطل في حياة ابنته، وسندها الذي لا يميل…
هو الأمان حين يخذلها العالم، والضوء حين يعتم الطريق، والصوت الذي يحفظ طفولتها حتى حين تكبر. هو الأب… القلب الذي لا يتغير، والحب الذي لا ينقص.
إلى أبي، عبد الرحيم علي…
"كنتَ لي أكثر من أب… كنتَ الحكاية التي لن تتكرر، والسند الذي لا يميل، والملاذ الذي لا يُغلق بابه أبدًا.
في وجودك، كان العالم أكثر دفئًا، وأكثر أمانًا، وأكثر عدلًا.
كنتَ رجلًا بحجم الحلم، وملحمة أبوة لا تشبه غيرها.
وأرويها بفخر، وأحملها في قلبي عمرًا بأكمله،
وأحكيها لأولادي وأحفادي في المستقبل…
ستبقى دائمًا أنت أصل الحكاية".
0 تعليق