اختتمت هيئة الدواء المصرية زيارة رسمية استمرت خمسة أيام استقبل خلالها وفد الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية بالجزائر، في إطار جهود تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال التنظيم والرقابة الدوائية، بدعم فني من منظمة الصحة العالمية. جاءت هذه الزيارة كثمرة لسلسلة مبادرات تهدف إلى رفع كفاءة أنظمة الدواء في المنطقة، بما يتماشى مع معايير النضج التنظيمي التي تحددها المنظمة الدولية.

تخلل برنامج الزيارة جلسات تخصصية معمقة تناولت عدداً من المحاور الأساسية، منها آليات التيقظ الدوائي، معايير التسجيل والتصديق على الأدوية، أهمية الإعلام المجتمعي في تعزيز الوعي الصحي، والدراسات الإكلينيكية كأساس لتطوير دواء آمن وفعال. كما نوقشت فرص نقل التكنولوجيا وبناء القدرات البشرية، ما يشكل ركيزة أساسية لتحقيق النضج الثالث في أنظمة الرقابة الدوائية، وهو المستوى الذي يرفع من قدرة الدولة على ضمان جودة وسلامة الأدوية المتداولة في الأسواق.

وأكد الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، أن الزيارة تمثل نقطة انطلاق جديدة لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر، معرباً عن حرص الهيئة على الاستمرار في دعم التكامل الصحي العربي والإفريقي، وتعزيز الأمن الدوائي الذي أصبح ضرورة ملحة في ظل تحديات الصحة العالمية وانتشار الأمراض المزمنة والمعدية. وأشار إلى أن خبرات الهيئة في التنظيم والرقابة الدوائية، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة، تعكس مدى التزام مصر بقيادة هذا الملف على مستوى القارة الأفريقية.

من جانبه، أشاد الدكتور شريف دليح، المدير العام للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية بالجزائر، بالمستوى الفني والتنظيمي للزيارة، مؤكداً أن الخبرات المكتسبة خلال الأيام الماضية ستساهم في تطوير المنظومة الجزائرية للدواء، وفتح آفاق جديدة للشراكة الصناعية والفنية بين البلدين، مما ينعكس إيجابياً على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأبرز ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، الدكتور نعمة عابد، أن هذا التعاون يمثل نموذجاً رائداً لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول الأعضاء في المنظمة، ويعزز جهود التنمية الصحية المستدامة. مشيراً إلى أن حصول هيئة الدواء المصرية على مستوى النضج الثالث يؤكد قدرتها على تنظيم ورقابة قطاع الدواء وفقاً لأعلى المعايير الدولية، وهو ما يجعلها منصة إقليمية مهمة لدعم تطوير القطاع في المنطقة.

تجسد هذه الزيارة التزام مصر بدورها الريادي في تطوير قطاع الدواء، ليس فقط على المستوى الوطني، بل أيضاً في دعم جهود التكامل الصحي العربي والأفريقي، عبر بناء شراكات استراتيجية وتبادل تقني يُمكّن الدول من تحسين جودة الأدوية وسلامتها، ما يسهم بدوره في تعزيز الأمن الصحي والإنتاج الدوائي المستدام، ويؤكد على أهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات الصحية المستقبلية.