أسطول الظلال الإيراني: تكتيكات التمويه البحري تتحدى العقوبات الأمريكية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل العقوبات الأمريكية المشددة، تلجأ إيران إلى استخدام "أسطول الظلال" لنقل نفطها إلى الصين، متبعة أساليب تمويه متطورة لتفادي الرقابة الدولية.

أسطول الظلال وتكتيكات بحرية معقدة

تستخدم إيران شبكة من ناقلات النفط القديمة والمملوكة بشكل غامض، تُعرف بـ"أسطول الظلال"، لنقل نفطها إلى الصين. 
تقوم هذه السفن بإيقاف أنظمة التتبع الخاصة بها عند الاقتراب من المياه الماليزية، وتشارك في عمليات نقل من سفينة إلى أخرى في عرض البحر، مما يصعب تتبع مصدر النفط الحقيقي.

أسطول الظلال وأساليب تمويه بحريه لتصدير النفط الإيراني 

في تصعيد جديد لصراع العقوبات بين واشنطن وطهران، كشفت تقارير دولية أن إيران تلجأ بشكل متزايد إلى أساليب تمويه بحرية لتصدير نفطها سراً، تحديداً من خلال تعطيل أنظمة التتبع خلال ما يسمى بأسطول الظلال على ناقلاتها قبالة سواحل ماليزيا. 
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تأمين وصول النفط إلى الصين، أكبر زبائن النفط الإيراني، رغم القيود الأميركية المشددة.

تكتيكات بحرية معقدة:

وفقاً لوكالة بلومبرج، ارتفع عدد ناقلات النفط الإيرانية التي تتعمد إطفاء أنظمة التتبع الرقمية عند الاقتراب من المياه الشرقية لماليزيا عبر اسطول الظلال، في محاولة لإخفاء مساراتها. 

وتعد هذه المنطقة نقطة مركزية لعمليات نقل الشحنات من سفينة إلى أخرى، وهي طريقة شائعة لتغيير هوية الشحنة قبل دخولها إلى الموانئ الصينية.

في أبريل 2025 وحده، تم رصد ما لا يقل عن ست عمليات نقل نفط من سفينة لأخرى في تلك المياه، حيث تم تعطيل أنظمة التتبع تفادياً للرصد من قبل الجهات الدولية.

ضغوط أميركية متزايدة:

تأتي هذه الخطوات الإيرانية بالتوازي مع تصعيد أميركي لافت ضد قطاع النفط الإيراني. 
فقد فرضت واشنطن مؤخراً عقوبات جديدة على 20 شركة بتهمة تسهيل شحنات نفط إلى الصين. 
كما عززت وزارة الخزانة الأميركية من جهود تتبع الأسطول الخفي الإيراني، الذي يضم ناقلات قديمة تستخدم حِيلاً تقنية لإخفاء وجهتها أو هويتها.
تهدف هذه العقوبات إلى تقليص العوائد المالية لإيران وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي وسلوكها الإقليمي.

مخاطر بيئية وتجارية:

رغم فاعلية هذه الأساليب في المدى القصير، إلا أن استخدامها لناقلات متهالكة وغير مؤمنة يثير مخاوف بيئية جدية، لا سيما في مناطق حساسة مثل بحر الصين الجنوبي والمياه الإقليمية الماليزية. 
وفي حال حدوث تسرب نفطي أو اصطدام، ستكون التداعيات كارثية على البيئة البحرية والتجارة الدولية.

ردود فعل دولية:

بينما تواصل إيران انتهاج سياسات التمويه والتخفي، يطالب مراقبون بضرورة تفعيل آليات دولية أكثر صرامة لتعقب حركة هذه السفن ومنع انتهاك العقوبات المفروضة، لما في ذلك من تأثير مباشر على استقرار سوق الطاقة العالمي.
في خضم الضغوط الاقتصادية والسياسية، تُظهر طهران قدرة عالية على التكيف وتطوير وسائل بديلة لتسويق نفطها، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ متجدد في فرض الالتزام بالعقوبات، ويعيد طرح التساؤلات حول فعالية هذه الأدوات في ظل واقع جيواقتصادي متغيّر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق