كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، عن أن الولايات المتحدة باتت قريبة جداً من التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه لم يتردد في التلويح بالخيار العسكري، ما دفع طهران إلى التحذير من عواقب وخيمة إذا تم المساس بمنشآتها النووية.
ترامب: نريد اتفاقاً لا قنابل
وفي مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، قال ترامب إن بلاده تسعى لاتفاق دون تفجيرات في الشرق الأوسط، مشدداً على أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً، لكنه أبدى رغبة في أن تكون إيران دولة آمنة وناجحة، مضيفاً: "نحن قريبون جداً من تحقيق ذلك".
طهران: تهديدات واشنطن عداء صارخ
في المقابل، ردت طهران بحدة على تصريحات ترامب، ووصفت تهديداته بـ"الخط الأحمر".
ونقلت وكالة فارس عن مسؤول إيراني كبير أن التهديد بتدمير منشآت نووية إيرانية لن يمر دون رد، مؤكداً أن هذه اللغة تمثل عداءً صريحاً للمصالح الوطنية الإيرانية، وداعياً واشنطن للتخلي عن لغة التهديد والعقوبات.
قلق أوروبي وضغوط دولية متصاعدة
في موازاة التصعيد الكلامي، تستعد القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لدفع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو إعلان إيران غير ممتثلة لالتزامات منع الانتشار النووي، في سابقة منذ نحو 20 عاماً.
وذكر دبلوماسيون لوكالة رويترز أن الوكالة سترفع تقارير صارمة خلال اجتماع المجلس المقرر في 9 يونيو، ومن المتوقع أن تشمل هذه التقارير انتقادات واضحة لتعاون طهران المحدود، ومطالبة بتفسيرات بشأن وجود آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة.
الاتفاق النووي في مهب التوتر
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه غير واثق من قرب التوصل إلى اتفاق، بينما حذر دبلوماسيون أوروبيون من أن التقرير القادم سيُظهر بشكل واضح أن إيران لم تفِ بالتزاماتها.
ورغم حديث ترامب عن فرص دبلوماسية، إلا أن الأجواء المشحونة واحتمال صدور قرار بإدانة إيران دولياً قد تُعقّد المفاوضات المستمرة منذ شهور، وتفتح الباب أمام مزيد من التصعيد.
بين لغة التهديد في واشنطن، والردود الحادة في طهران، وبين تقارير دولية مرتقبة تضغط على إيران، يبدو أن الطريق نحو اتفاق نووي جديد ما زال محفوفاً بالعقبات، رغم إعلان التقارب، فهل يكون الاتفاق قاب قوسين، أم أن التصعيد سيفرض كلمته؟
0 تعليق