"دومينيكا" تؤكد الدعم لمجهودات الاستقرار والتنمية في الصحراء المغربية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تأكيد دبلوماسي جديد يعكس استمرار الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية جددت كومنولث دومينيكا دعمها الكامل لهذا المخطط خلال الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، المنعقدة مؤخرًا في مدينة ديلي، عاصمة تيمور الشرقية.

وفي مداخلته أمام المشاركين شدد السفير فيلبرت آرون، الممثل الدائم لدومينيكا لدى الأمم المتحدة، على أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تتماشى تمامًا مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتنسجم مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة؛ كما أعرب عن دعم بلاده العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، مشيدًا بجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا في إعادة إطلاق المفاوضات.

ودعا السفير آرون الأطراف المعنية، بما فيها المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو”، إلى مواصلة الانخراط في مسلسل الموائد المستديرة، وفقًا لمقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 2703؛ كما نوه بالتقدم التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ساهمت في تحسين ظروف العيش وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

دعم إستراتيجي

أوضح نبيل بادو، أستاذ الجغرافيا السياسية بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، أن إعلان كومنولث دومينيكا دعمها المتجدد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية خلال الندوة الإقليمية للجنة الـ24 المنعقدة في ديلي، عاصمة تيمور الشرقية، يعكس تحولًا نوعيًا في مواقف الدول الجزرية الصغيرة تجاه قضية الصحراء المغربية، وأشار إلى أن هذا الموقف لا يمكن فصله عن الاعتبارات الجيوسياسية التي تحكم علاقات هذه الدول بالفاعلين الإقليميين والدوليين.

وأضاف بادو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن موقع دومينيكا في منطقة الكاريبي يجعلها على تماس مباشر مع قضايا الهجرة غير النظامية والأمن البحري، وهي تحديات تتقاطع مع جهود المغرب في تأمين حدوده الجنوبية ومكافحة الشبكات الإجرامية العابرة للحدود؛ كما أكد أن دعم دومينيكا مبادرة الحكم الذاتي يعكس إدراكًا متزايدًا لدى هذه الدول بأهمية الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، وتأثيره المباشر على الأمن الإقليمي والدولي.

وشدد المتحدث لهسبريس على أن هذا الدعم يعزز من مصداقية المقترح المغربي على الساحة الدولية، ويؤكد على نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب تأييد متزايد لمبادرتها، خاصة من قبل الدول التي تشترك معها في التحديات الأمنية والتنموية.

تأثير دبلوماسي

حسن بلوان، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، قال إن إعلان دومينيكا دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يؤكد، مجددًا، فعالية الدبلوماسية المغربية في توسيع دائرة التأييد الدولي لقضية الصحراء، واعتبر أن هذا الموقف لا يُفهم بمعزل عن التحركات الإستراتيجية التي اعتمدتها المملكة لتعزيز نفوذها في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى، عبر مبادرات تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف.

وأضاف بلوان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن اصطفاف دومينيكا إلى جانب المغرب يكرّس عزلة الطرح الانفصالي، ويعكس التحول المتنامي داخل المنتظم الدولي نحو دعم حل سياسي واقعي ومتوازن، وأكد أن مقترح الحكم الذاتي بات يحظى بقبول متزايد، باعتباره الإطار الوحيد القادر على إنهاء النزاع، مع ضمان سيادة المغرب، وتحقيق تطلعات سكان الأقاليم الجنوبية في إطار تنمية مستدامة وشاملة.

وأوضح المتحدث ذاته أن موقف دومينيكا لم يكن خطوة معزولة، بل يعكس توجهاً دبلوماسياً متراكماً يعزز حضور المغرب في الفضاء الجيوسياسي الكاريبي، ضمن رؤية خارجية ترتكز على مبدأ الوضوح وبناء الثقة المتبادلة، مردفا بأن سياسة المغرب تجاه الدول الجزرية لم تقتصر على الخطاب السياسي، بل واكبها انخراط ملموس في قضايا التنمية، والتغير المناخي، والأمن البحري، ما جعل الرباط تحظى بتقدير متزايد كفاعل إستراتيجي قادر على تقديم شراكات ذات بعد استشرافي.

وختم الخبير نفسه حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن هذا الموقف يعكس تحوّلًا نوعيًا في ميزان التأييد داخل الأمم المتحدة، ويعزّز المقترح المغربي كخيار جديّ يحظى بقبول متنامٍ، ولاسيما من طرف دول تؤثر في توازنات التصويت داخل الهيئات الأممية، ما يمنح المغرب قوة تفاوضية إضافية في هذا الملف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق