شهدت الأزمة العائلية التي طالت لسنوات بين أفراد عائلة الدكتورة نوال الدجوي تطورًا بالغ الأهمية مساء أمس، بعد عقد اجتماع عائلي استثنائي دام أربع ساعات، ضم الأطراف الرئيسية المتنازعة، في منزل أحد الشخصيات المقربة من العائلة والمحل ثقة واحترام لدى الجميع. الاجتماع الذي حضره الدكتور عمرو الدجوي، والسيدتان ماهيتاب وأنجي منصور، اتسم بأجواء إنسانية مؤثرة، حيث تبادل الحضور لأول مرة واجب العزاء في وفاة الدكتورة منى الدجوي وأحمد شريف الدجوي، في لحظة وصفت بأنها بداية حقيقية نحو إنهاء النزاع وعودة الروابط العائلية.

الدكتور محمد شحاتة، رئيس قسم القضايا بمكتب معتوق بسيوني وحناوي والممثل القانوني للدكتورة نوال الدجوي وحفيداتها، كشف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة ON، عن تفاصيل هذا الاجتماع غير المسبوق، مشيرًا إلى أن عمرو الدجوي وصل إلى اللقاء قبل وصول الحفيدتين ماهيتاب وأنجي، وفور وصولهما، بادر بتقديم واجب العزاء في وفاة عمته، الدكتورة منى، وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة.

وأضاف شحاتة: "اللقاء شهد مشاعر إنسانية جياشة، اختلط فيها البكاء بالصمت، ونظرات العتاب بالرغبة في التصالح، وشهدنا لحظة إنسانية عظيمة حين تبادل الطرفان العزاء لأول مرة، بعد أن فرقتهم الخلافات لنحو عامين."

وأكد شحاتة أن جميع الحضور أبدوا قناعة تامة بأن هناك أطرافًا خارجية تسببت في تفجير الأزمة العائلية وتعميق الفجوة بين أفرادها، وأن الاجتماع شهد إجماعًا واضحًا على ضرورة تنحية هذه الأطراف نهائيًا من مسار التسوية، وعلى رأسهم المستشار القانوني السابق للدكتورة نوال الدجوي، ويدعى "إيهاب"، والذي وصفه شحاتة بأنه "كان بطل الساعات الأولى والأخيرة في إشعال الصراع".

وأوضح: "ماينفعش المحامي يكون هو مصدر الفتنة داخل العائلة، وهو بالفعل تجاوز كل حدود المهنية، وتصرفاته ساهمت في تضخيم النزاع العائلي بشكل غير مقبول، وهناك الآن قضايا منظورة ضده، لكننا نركز حاليًا على جهود الصلح، وليس فتح ملفات النزاع من جديد."

وفي ختام تصريحاته، أكد شحاتة أن الاجتماع اختُتم بتوجيه واضح من أفراد العائلة للمحامين من الطرفين ببدء جلسات مكثفة لتسوية القضايا القانونية، التي بلغت نحو 50 قضية متداولة، مشيرًا إلى أنه بدأ بالفعل صباح اليوم أولى جلسات التنسيق مع المستشار القانوني الجديد للدكتور عمرو الدجوي، في أجواء اتسمت بالاحترام والجدية لإنهاء النزاع وفتح صفحة جديدة.

وأشار إلى أن هذا اللقاء يعد الأول من نوعه منذ رحيل الدكتور أحمد الدجوي، والذي كان قد بدأ بنفسه خطوات جادة نحو التسوية في فبراير الماضي تحت إشراف الدكتورة نوال الدجوي، لكن وفاته حالت دون استكمال المبادرة. وأضاف شحاتة: "جلست معه مرة أو مرتين وكانت النية صادقة لإنهاء النزاع، وكان هدفه فقط لم الشمل. واليوم، نشهد صدى تلك النوايا يعود إلى الحياة من جديد."