أكد الدكتور هاني سليمان، الخبير في الشأن الإيراني، إن مصر دولة مركزية ذات مكانة مهمة في المنطقة، وإن سياستها الحالية تتبنى نهج تنويع العلاقات، بما يشمل بناء روابط أوسع سياسيًا واقتصاديا وعسكريا مع دول مثل الصين وروسيا، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة أو الغرب.

وقال سليمان في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "أم بي سي مصر": "هذا التوجه المصري بات مهمًا في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، والأزمة في غزة توضح أهمية هذا التوجه وما تنتهجه الدولة المصرية وبالتالي أرى أن من المصلحة المصرية بناء علاقات مهمة ليس فقط مع الدول الكبرى ولكن مع الدول الفاعلة إقليميا وهو ما يولد هامش مرونة للدولة المصرية ويحقق العديد من الأهداف".

وأشار إلى أن العلاقة بين مصر وإيران كانت محكومة طيلة الفترات السابقة بمحددات ترتبط بالأمن القومي المصري ومصالح دول الخليج، إلا أن الواقع الحالي يدفع نحو ضرورة التقدم في العلاقات بين القاهرة وطهران، ومن مصلحة مصر الآن ضبط هذه المسألة وإعادة تقييمها وفق ما يخدم مصالحها

وأكد سليمان أن دول الخليج نفسها، مثل السعودية والإمارات، تقيم علاقات دبلوماسية مع طهران، وهذا التقارب الخليجي الإيراني بات يعكس قناعة بضرورة بناء ترتيبات إقليمية جديدة، وعدم الاتكال الاستراتيجي الكامل على الولايات المتحدة

وتابع: "الرهان على العلاقات الثابتة مع واشنطن ثبت أنه رهان خاسر، والتجربة أثبتت أن من مصلحة مصر التحرك بمرونة وامتلاك أدوات فاعلة ومتنوعة في مواجهة المواقف الأميركية والإسرائيلية المتصلبة".