رحل عن دنيا الناس محمد الأمين الإسماعيلي، الذي كان أستاذ كرسي “العقيدة” بجامعة محمد الخامس بالرباط. كما شغل منصب مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومسؤولية قيادة وحدة المناظرات في الفكر الإسلامي.

وعبر قناة “السادسة” الرسمية المتخصصة في الشؤون الإسلامية، كان يطل الفقيد الذي ترأس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعتي محمد الخامس بالرباط والحسن الثاني بالبيضاء، حيث شرح كتاب “اللمع” لأبي الحسن الأشعري، الإمام الذي يُعد إنتاجه، في التدبير الرسمي للشأن الديني المغربي خاصة، إحدى ركائز فهم الإيمان.

ونعت الأكاديمية مريم أيت أحمد “إلى الأمة الإسلامية والعالَم الأكاديمي رحيل العالم الجليل، شيخنا الأستاذ الدكتور محمد الأمين الإسماعيلي، أحد أبرز أعلام الفكر والعقيدة في المغرب ومؤسس علم المناظرات الدينية في البلاد”.

وأضافت المتخصصة في مقارنة الأديان: “لقد كان أستاذنا ومربينا الدكتور الإسماعيلي رائدا في إحياء علم المناظرات العقدية، حيث أسهم بشكل فعال في بناء الدرس العقدي الأشعري بالغرب الإسلامي، معتمدا على الاستدلال والإقناع بالحجج العقلية والنقلية. وقد ساهم في إعادة إحياء علم مقارنة الأديان في العصر الحاضر، ليكون منارة جديدة تمكن المسلمين من ربط ماضيهم بحاضرهم ومستقبلهم، عن طريق مناظرة غيرهم بالتي هي أحسن”.

وتابعت: “كما كان له دور بارز في ترسيخ العقيدة الأشعرية كثابت من ثوابت الأمة المغربية، حيث حرص على الربط بين الفقه والعقيدة في كتبه ومؤلفاته، مستندا إلى تراث فحول المالكية”.

ثم ختمت الأستاذة الجامعية نعيها بقول: “إن فقدان الدكتور محمد الأمين الإسماعيلي ليس خسارة شخصية لنا كطلبته فحسب؛ بل هو خسارة للأمة الإسلامية جمعاء، فقد كان علما من أعلامها، ومربيا للأجيال، وناشرا للعلم والمعرفة من المغرب إلى أقصى شرق آسيا خاصة لعلماء إندونيسيا بمنحهم السند العالي”.