أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية، أن جميع أجهزة الدولة تضافرت في التعامل مع واقعة قصر ثقافة الأقصر، بداية من الجهات الأمنية، مرورًا بمحافظ الإقليم، ووصولًا إلى وزير الثقافة الذي تحرك على الفور لمتابعة الأمر ميدانيًا.

فوزي: لا تهاون في وقائع الإهمال.. ولن يُضار أي موظف من قرارات إغلاق الشقق المستأجرة

وقال فوزي خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ: "لا تهاون في أي وقائع مماثلة، وجميع مؤسسات الدولة تعمل بتكامل وتنسيق تام"، مشددًا في الوقت ذاته على أن قضية قصور الثقافة قضية هامة، وأن الموظفين في الشقق المستأجرة التي تم إغلاقها لن يتعرضوا لأي ضرر، حيث سيتم توزيعهم داخل نفس المحافظة، مع ضمان حقوقهم القانونية.

وزير الثقافة: 120 شقة مغلقة تضم 1200 موظفًا.. والقصور لا تقدم أي محتوى ثقافي

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، أن الشقق التي تم إغلاقها لا تُعد قصور ثقافة حقيقية، وإنما هي وحدات سكنية مستأجرة تتراوح مساحاتها من 20 إلى 80 مترًا، ولا تملكها الوزارة، وتبلغ أعدادها نحو 120 شقة على مستوى الجمهورية، تضم حوالي 1200 موظف.
وأضاف الوزير أن تلك الشقق تكلف الدولة من 120 إلى 140 مليون جنيه سنويًا، رغم أن بعضها مغلق منذ 30 عامًا وتحول إلى مخازن، في حين أن عددًا من الموظفين لم يباشروا عملهم منذ سبع سنوات، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يُضار أي موظف، وسيُعاد توزيعهم على مقرات قريبة من محل سكنهم.

وشدد هنو على أن هذه المواقع لا تقدم أي منتج ثقافي حقيقي أو خدمة مجتمعية، مضيفًا: "هذه ليست قصور ثقافة، ولا تؤدي دورًا ولا تحقق تأثيرًا".
وتابع: "الثقافة منظومة متكاملة، ويجب أن يحتوي قصر الثقافة على مكتبة، وعروض مسرحية، وأفلام تسجيلية، وندوات، وأنشطة موسيقية وفنية"، داعيًا إلى إنشاء كود خاص بالهيئة العامة لقصور الثقافة أسوة بالمهن الأخرى.

خطة لتطوير البنية الثقافية: 11 قصرًا جديدًا قريبًا و500 قيد التطوير

وفي سياق متصل، أعلن وزير الثقافة عن افتتاح 11 قصر ثقافة جديدًا بعد عطلة العيد، على أن يتم افتتاح 11 قصرًا إضافيًا خلال العام المقبل، ضمن خطة الوزارة لتطوير البنية التحتية الثقافية. كما أشار إلى أن هناك خطة لتطوير 500 قصر ثقافة على مستوى الجمهورية، بهدف تقديم محتوى ثقافي متكامل ومؤثر في المجتمع.

مسلم: غياب الحوار المجتمعي سبب فجوة في قرارات إغلاق بعض القصور

وفي بداية الاجتماع، عبّر الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، عن تحفظه على القرارات المتعلقة بإغلاق بعض القصور، مشيرًا إلى أنها صدرت دون حوار مجتمعي كافٍ، رغم أهمية تلك المؤسسات كونها تمثل منبعًا للوعي الثقافي.

وأضاف مسلم أن غياب الموظفين عن العمل لسنوات طويلة لا يمكن تحميله للموظفين وحدهم، بل هو مسؤولية الحكومات المتعاقبة التي لم تتابع أداء هذه الكيانات بالشكل المطلوب.