عمل "أنت مرآتي" يعرض بالحسيمة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمل
صورة: صفحة المديرية الإقليمية للثقافة بالحسيمة
هسبريس - محمد البخياريالثلاثاء 3 يونيو 2025 - 00:44

في عرض فني ثقافي ذي بعد دولي احتضن مسرح المركز الثقافي مولاي الحسن بمدينة الحسيمة، مساء الخميس المقبل، فعالية فنية تحت عنوان “أنت مرآتي”، جمعت فنانين من دول مختلفة على رأسها المغرب وبلجيكا وإيطاليا وهولندا. العرض لم يكن مجرد عرض مسرحي تقليدي، بل شكل تجربة إبداعية متكاملة تمزج بين التعبير الجسدي والتقنيات البصرية، وتطرح تساؤلات عميقة حول الهوية، والانتماء، والنظرة إلى الذات في مرآة الآخر.

ويأتي هذا العرض ثمرة شراكة بين جمعية الريف للمسرح الأمازيغي وفضاء “ماغ” البلجيكي، بدعم من اللجنة المختلطة للتعاون بين اتحاد والونيا-بروكسيل والمملكة المغربية. وعبّر المنظمون عن رغبتهم في جعل هذا اللقاء فضاءً لتبادل الخبرات الفنية بين ثقافات متعددة، وفرصة للتفكير الجماعي في قضايا الذات النسوية والهجرة والتنوع، من خلال اللغة الفنية العالمية التي تتجاوز الحواجز اللغوية والجغرافية.

وتوصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة من الورقة التقنية الخاصة بهذا العرض، التي توضح أن العمل الفني هو نتيجة ورشات امتدت لأشهر في بلجيكا والمغرب، بمشاركة نساء ينحدرن من أصول مهاجرة، عشن تجارب اجتماعية مختلفة، لكن جمعتهن الرغبة في التعبير عن الذات من خلال الفن. الورقة تشير إلى أن “أنت مرآتي” يسعى إلى خلق لغة مشتركة بين النساء، تتجاوز الكلمات، وتعتمد على الجسد كأداة مقاومة وإبداع في آن.

وتميز “أنت مرآتي” بتوظيفه أجساد الممثلين كوسائط تعبيرية أساسية، حيث تم الاشتغال على مفردات الحركة والإيماء والصوت بطريقة بصرية وشعرية، ما أتاح للجمهور الدخول في تجربة حسّية وجمالية عميقة. العرض، الذي شاركت فيه فنانات من خلفيات ثقافية واجتماعية متباينة، منح الكلمة للأجساد الصامتة كي تحكي قصصًا عن الهشاشة، والقوة، والصراع من أجل الاعتراف، بأسلوب فني يتجاوز المباشرة والخطاب المألوف.

ولقي العرض تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الحاضر، الذي تابع فصوله بانتباه وانفعال، مؤكدًا بذلك قدرة الفن على ملامسة القضايا الكبرى للمجتمع بأسلوب راقٍ ومؤثر. وفي لحظة دالة صدحت إحدى المشاركات بجملة اختزلت روح العرض: “حين أنظر فيك أرى ما لا أجرؤ على رؤيته في نفسي”. تلك العبارة كانت بمثابة مفتاح لفهم الفلسفة العميقة التي يقوم عليها المشروع، وتروم جعل المرآة أداة لا للزينة، بل للمساءلة والتصالح مع الذات.

وبهذا المعنى لم يكن عرض “أنت مرآتي” مجرد لحظة فنية عابرة، بل فعلًا ثقافيًا مقاومًا يعكس التحولات التي تعرفها المجتمعات المعاصرة، ولاسيما في ما يتعلق بتمثلات الجسد، والهجرة، والهويات المتقاطعة.

وقد شكل اللقاء بالحسيمة محطة نوعية في مسار هذا المشروع العابر للحدود، خاصة أنه جرى في مدينة ذات رمزية تاريخية واجتماعية، ما أضفى على العرض بعدًا إنسانيًا مضاعفًا، يُجدد التأكيد على أن الفعل الثقافي حين يكون صادقًا لا يحتاج إلى وسيط ليلامس القلوب.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق