همام يفكر في محنة المثقف العضوي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
همام يفكر في محنة المثقف العضوي
صورة: هسبريس
هسبريس من الرباطالثلاثاء 3 يونيو 2025 - 01:28

في أحدث منشورات الأكاديمي المغربي محمد همام اهتمام بـ”محنة المثقف العضوي في الثقافة العربية القديمة”، من خلال نموذج أبي حيان التوحيدي، وهو كتاب أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

ويعود أصل الكتاب الصادر حديثا، وفق همام، إلى “رسالة لنيل دكتوراه السلك الثالث سنة 1998 من جامعة القاضي عياض بمراكش”، مردفا: “قرأت اسم أبي حيان التوحيدي أول مرة عند الأستاذ محمد عابد الجابري، وأنا معتكف على قراءة مشروعه الفكري في بلدتي (أولاد جرار) في عطلة صيفية حارة سنة 1991. وذكر الجابري أبا حيان من خلال كتابه (المقابسات)، وانطلق منه لتفسير وظيفة المثقف في القرن الهجري الرابع/ العاشر الميلادي، وسماه (مثقف المقابسات)، وهو المثقف الذي يقرأ كثيرا، ويناقش كثيرا، ويكتب كثيرا، لكن من دون التزام عضوي أو اجتماعي، ومن دون موقف سياسي؛ وهو بالطبع يقصد المثقفين الذين ذكرهم التوحيدي في كتاب المقابسات، ويتكررون عبر الأجيال والعصور”.

لكن، يتابع الباحث: “لم يكن الأستاذ الجابري دقيقا في هذا الادعاء، ولم يحشد له ما يلزم من الأدلة (…) كما أذكر أني زرت الأستاذ الجابري في بيته، ربما سنة 1995، وامتد معه الحديث إلى ذكر أبي حيان التوحيدي، في سياق تعليقه المقتضب على كتاب الأستاذ طه عبد الرحمن: (تجديد المنهج في تقويم التراث)، وكان حديث الظهور(1994)، وتعرض فيه طه بالنقد للأستاذ الجابري. ومما قاله لي الجابري إنه كان سباقا إلى التعرف على أبي حيان التوحيدي، وكان أسبق من طه في اكتشاف الأهمية المعرفية والعلمية والثقافية لمناظرة متى بن يونس المنطقي (328 للهجرة) وأبي سعيد السيرافي النحوي (368 للهجرة)، وهي المناظرة التي جرت سنة (326 للهجرة) ورواها أبو حيان التوحيدي في كتابه: (الإمتاع والمؤانسة)”.

إذن، هنا اكتشف همام أن أبا حيان “يشكل مشتركا إشكاليا بين طه والجابري”، موردا: “بل قال لي طه شيئا مناقضا تماما لما ذكره الجابري بخصوص استثمار متن أبي حيان التوحيدي؛ فقد وجدت إشارات طه لأبي حيان ومناظرة متى المنطقي والسيرافي النحوي في أطروحتيه بالفرنسية من جامعة السوربون (…) وكان من غرائب المفارقات أن أسجل بحثي للإجازة (البكالوريوس) عن (اللغة في مشروع الجابري)، بجامعة ابن زهر (1993)، وأطروحة الدكتوراه الثانية عن (اللغة والبلاغة) في مشروع طه (2003)، بجامعة القاضي عياض بمراكش، وبينهما بحث مطول عن أبي حيان التوحيدي (1998)”.

“بالتالي كان التوحيدي، رحمه الله، هو الميزان الذي وقفت عليه بين الجابري وطه، وظللت جابريا وطاهائيا في الوقت نفسه، ما قد لا يطيقه البعض، وقد يستهجنه، والناس في ما يعشقون مذاهب، وأرض العلم والبحث واسعة، ولكل وجهة هو موليها”، يواصل المتحدث ذاته.

وبعد ما يقرب من ثلاثين سنة مرت منذ الاشتغال على هذا العمل، الذي رأى النور في صيغة معدلة سنة 2025، ورغم تأليف باحثه خمسة عشر كتابا، فإنه يعتبر “هذا الكتاب الأقرب إلى قلبي وعقلي وقلمي”، وزاد: “تعلمت من أبي حيان الكتابة، والأخلاق، والتصوف، والنقد، والتمرد… وكلما رجعت إلى كتابي مخطوطا، وإلى كتب أبي حيان، إلا وهجم علي طوفان من الذكريات، والتذكر، والاستذكار، والذكر، والمذاكرة… إنه كتاب ظاهره حروف وباطنه وجداني وعواطفي وذكرياتي، مما لا أستطيع البوح به لأحد، والله وحده يعلم، فكل حرف منه، وجملة، فيها أنفاسي، ورائحتي، وهمومي، وهواجسي…”.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق