النفط يواصل الصعود وسط ضعف الدولار وتنامي المخاوف بشأن الإمدادات

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعةً بتزايد القلق حول الإمدادات العالمية، في وقت تستمر فيه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في التعثر، ما يعزز من احتمالات استمرار العقوبات على أحد أكبر المنتجين في الشرق الأوسط.

وبحسب بيانات الأسواق العالمية، ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 21 سنتًا، أو ما يعادل 0.32%، لتسجل 64.84 دولارًا للبرميل، بحلول الساعة 04:37 صباحًا بتوقيت غرينتش. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 27 سنتًا أو 0.43%، لتصل إلى 62.79 دولارًا للبرميل، بعد أن كانت قد ارتفعت بنسبة تقترب من 1% في بداية الجلسة.

تعثر الاتفاق النووي الإيراني يعزز مخاوف السوق

يأتي هذا التحرك في الأسعار وسط مؤشرات متزايدة على أن إيران قد ترفض المقترح الأمريكي الجديد بشأن الاتفاق النووي، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه بوابة لرفع العقوبات عن صادراتها النفطية. وصرّح دبلوماسي إيراني بأن العرض المقدم "لا يلبي مصالح طهران" ولا يُظهر مرونة كافية من الجانب الأمريكي في ما يتعلق بملف تخصيب اليورانيوم، مما ينذر بمزيد من التأزيم في المشهد الجيوسياسي.

أوبك+ تدفع الأسعار بقرار أقل من المتوقع

وكانت منظمة أوبك وحلفاؤها (أوبك+) قد اتفقوا في وقت سابق من الأسبوع على زيادة إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو، وهي زيادة جاءت أقل من توقعات بعض المستثمرين، مما منح الأسعار دعمًا إضافيًا. وارتفعت العقود الآجلة للنفط بنحو 3% يوم الاثنين، في أعقاب هذا القرار، وسط تقييمات بأن المعروض سيظل محدودًا نسبيًا رغم الزيادة الطفيفة.

ضعف الدولار يعزز جاذبية النفط

من جهة أخرى، استفادت الأسعار من تراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته في ستة أسابيع، ما عزّز من جاذبية النفط المقوّم بالدولار بالنسبة للمستثمرين الأجانب. وتراقب الأسواق عن كثب تطورات سياسات الرسوم الجمركية الأميركية في ظل إدارة ترامب، واحتمالات تأثيرها على التضخم والنمو العالمي، ما قد يغيّر مسار السياسات النقدية الكبرى مستقبلاً.

عوامل دعم إضافية: حرائق كندا تغلق بعض الحقول

وتضافرت عدة عوامل في دعم السوق، من بينها حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا الكندية، التي أدت إلى إغلاق مؤقت لبعض إنتاج النفط والغاز في المنطقة، مما زاد من الضغوط على الإمدادات العالمية في الوقت الراهن.

قراءة تحليلية: السوق بين قلق التراجع وتفاؤل الطلب

يرى المحللون أن السوق لا يزال متأرجحًا بين مخاوف نقص الإمدادات والشكوك حول آفاق الطلب، خاصةً مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتراجع بعض مؤشرات التصنيع في الاقتصادات الكبرى. وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة "فيليب نوفا": "النفط يواصل الصعود مدفوعًا بضعف الدولار وغياب اليقين حول مستقبل المحادثات النووية الإيرانية، وهي ملفات تخلق بيئة محفزة للمضاربة قصيرة الأجل".

وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع محللو السوق أن تظل أسعار النفط في حالة تذبذب مستمر، رهينة بتطورات المفاوضات النووية، وقرارات أوبك+ المقبلة، إلى جانب تحركات الدولار والمخاطر المناخية واللوجستية في مناطق الإنتاج.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

أخبار ذات صلة

0 تعليق