في زاوية مظلمة من الحياة، وُلد طفل لا يعرف اسمه، ولا ملامح وجه أمه، خرج إلى الدنيا وحده، في مكانٍ باردٍ لا يشبه أحضان الأمهات، بل يشبه المنفى، لم تُستقبل صرخته الأولى بأي ترحيب، ولم تُحمل دموعه على أكفّ الفرح، بل حُوصرت أنفاسه في ظلام حمامٍ خالٍ إلا من قسوة اللحظة وارتجاف الجسد.
لم يكن ذنبه سوى أنه جاء في توقيتٍ خاطئ، ومن رحمٍ خائفٍ من العار أكثر من خوفه على الحياة، أنجبته أمه خلسة، وكتمت أنفاسه كما كتمت صرخة الألم داخلها وتركته هناك، ملفوفًا بالخذلان، ومضت كأن شيئًا لم يكن، غير أن الجدران احتفظت بسرٍ ثقيل، سرّ صار على النيابة أن تُزيح عنه وشاح الخوف وتكشف فصوله المروعة.
فتحت النيابة العامة، تحقيقات موسعه في واقعة العثور علي جثة رضيع حديث الولادة، داخل حمام أحد المستشفيات، بمنطقة مصر القديمة.
تفاصيل التحقيقات
وكشفت التحقيقات وتفريغ كاميرات المراقبة عن دخول فتاة مستشفى دار السلام بمنطقة الكورنيش، وتوجهها الي الحمامات، وقامت بوضع وليدها، دون مساعده، ثم تخلصت من جثته، وتركته وخرجت من المستشفى.
اعترافات المتهمة
وتبين من اعترافات المتهة عقب ضبطها والتحقيق معها، أنها حملت سفاحًا نتيجة علاقة غير شرعية، ويوم الواقعة شعرت بآلام المخاض، فدخلت الي المستشفى وقررت وضع الطفل دون إخطار أحد، وداخل أحد المراحيض، قامت بالولادة، ثم كتمت أنفاسه ، ظنا منها أنها لن تتمكن من تسجيله بشكل رسمي، وتركته وفرت هاربة.
وتبين من مناظرة الجثة، أنه طفل حديث الولادة لم يقطع حبله السرى، ومتوفي.
وقررت النيابة حبس المتهمة أربعة أيام علي ذمة التحقيقات، والتحري عن أهليتها واخطارهم، وكذلك دفن جثة الرضيع.
ألقى رجال مباحث القاهرة، القبض على فتاة قتلت وليدها داخل حمام مستشفى دار السلام، ثم تركت جثته وهربت.
وأمكن ضبط المتهمة وتبين أنها فتاة تبلغ من العمر ١٦ سنة، ودخلت المستشفى لولادة الطفل.
وتبين انها متعددة العلاقات الجنسية، وحملت من علاقة غير شرعية، وبعد ما وضعت الجنين أنهت حياته، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت جهات التحقيق التحقيقات.
0 تعليق