الكفاح والإصرار: نساء يكافحن من أجل لقمة العيش
تقف النساء في زوايا الأسواق الشعبية، يحملن على أكتافهن قصصًا طويل من الصبر والشقاء. يتعبن بأيدٍ متشققة لا تتوقف عن العمل، ويتسابقن مع الوقت، وهن محملات بالعزيمة والإرادة. فكل واحدة منهن تحمل هموم عائلتها وتسعى لتوفير حياة كريمة لهم، رغم الظروف الصعبة التي يواجهنها.
الإرادة القوية: قصص كفاح النساء
تروي ماجدة المرغني، التي تبلغ من العمر 75 عامًا، تجربتها في الكفاح حيث تقول: “بشتغل وأكافح من ساعة ما ربنا خلقني”. تبدو وكأن الكفاح هو جزء من حياتها التي تعيشها بصبر وثبات. يبدأ يومها عند السابعة صباحًا ولا ينتهي إلا عند الحادية عشرة ليلاً، ورغم أنها تعاني من آلام شديدة في قدميها، فإنّ حبها لعيالها هو ما يدفعها للاستمرار في العمل: “الكفاح صعب، بس كله علشان عيالي”.
أم علي، سيدة لم تحمل شهادات تعليمية، لكنها اختارت العمل في السوق منذ الصباح الباكر. تقول: “ربنا بيقوينا والحمد لله.. بشتغل بقالي أكتر من 35 سنة”. لقد بدأت رحلتها ببيع الليمون، ثم تطورت لتبيع البصل والثوم، مما مكنها من تربية خمسة أولاد، اثنان منهم تزوجا بينما لا يزال الثلاثة الآخرون في كنفها. تصف أم علي كيف تعمل لمساعدة زوجها في بداية حياتهما: “اشتغلت بعد ما اتجوزت عشان أساعد جوزي ونعيش”.
تجسد قصص هؤلاء النساء قوة الصبر على تحديات الحياة، ويدل العمل الشاق الذي يقمن به على إرادتهن القوية في مواجهة الصعوبات. كفاحهن المتواصل ليس مجرد وسيلة لكسب العيش، بل هو رسالة أمل وعزيمة لكل امرأة تحدت الظروف ووظفت قواها لتوفير حياة كريمة لعائلتها.
0 تعليق