في وقت تتقلب فيه موازين الطاقة بالمنطقة وتتسارع التحولات الجيوسياسية، تواصل مصر رسم خريطة جديدة للتعاون الإقليمي بالكهرباء والغاز، لتتحول من مستورد إلى لاعب إقليمي مؤثر في تصدير الطاقة، مستغلة موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة.
مصر تضاعف صادراتها من الكهرباء إلى الأردن
وبينما يغرق المشهد في التوتر بين الاحتلال وإيران، تمدّ القاهرة جسور الكهرباء إلى عمّان، ليس فقط لدعم الأشقاء بل لتأكيد مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
قفزت من متوسط يومي تراوح بين 100 و200 ميجاوات إلى 400 ميجاوات
كشفت مصادر مطلعة عن زيادة غير مسبوقة في صادرات مصر من الكهرباء إلى الأردن، حيث قفزت من متوسط يومي تراوح بين 100 و200 ميجاوات إلى 400 ميجاوات خلال الأسبوع الحالي.
وتأتي هذه الزيادة في توقيت حساس يشهد اضطرابات في إمدادات الطاقة الإقليمية عقب التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران.
وأوضح مصدر رسمي أن الإمدادات المصرية تتركز في ساعات الذروة والليل، بما يتماشى مع احتياجات الشبكة الأردنية، وذلك ضمن تنسيق ثنائي دائم بين البلدين في مجال الكهرباء والغاز.
ويهدف هذا التعاون لتأمين استقرار الإمدادات وتعويض النقص الناتج عن توقف ضخ الغاز الإسرائيلي، حيث بادرت مصر بتوفير 100 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي للأردن لتشغيل محطات الكهرباء.
وفي إطار تطوير الربط الكهربائي بين البلدين، تستعد مصر لطرح مناقصة عالمية لاختيار استشاري يتولى مهام تعزيز كفاءة الربط القائم، لرفع قدرته إلى 2000 ميجاوات بدلاً من 550 ميجاوات حاليًا، وهي الكمية التي يتم تبادلها عبر كابل بحري منذ عام 1999.
ولا تتوقف مساعي القاهرة عند الأردن فقط، بل تشمل مشروعًا إستراتيجيًا آخر مع المملكة العربية السعودية، حيث بلغت نسبة التنفيذ في الربط الثنائي 76.9% حتى مايو 2025.
ومن المتوقع أن تصل قدرة التبادل الكهربائي بين البلدين إلى 1500 ميجاوات في مرحلته الأولى، ترتفع إلى 3000 ميجاوات في المرحلة الثانية، مما يعزز التكامل العربي في قطاع الطاقة ويؤكد الريادة المصرية في هذا المجال.
0 تعليق