اتهام نشطاء مؤيدين لفلسطين باقتحام كبرى القواعد الجوية البريطانية وتدمير طائرتي فوييجر

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

خلال الساعات الـ48 الماضية، شهدت قاعدة "بريز نورثون"، أكبر قاعدة جوية تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية في أوكسفوردشير، حادثة وصفت بأنها خرق أمني كبير ويدعو للقلق عندما اقتحم ناشطان من مجموعة "فلسطين أكشن" المؤيدة لفلسطين القاعدة وألحقا أضرارًا بطائرتين من طراز إيرباص فوييجر. 

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، استخدم الناشطان دراجات كهربائية للوصول إلى الطائرتين، واستخدما رذاذ طلاءً أحمر يرمز إلى دماء الفلسطينيين داخل محركات الطائرات باستخدام مطفأة حريق معدلة، كما استخدما عتلات حديدية لإلحاق أضرار إضافية، وقاما برش الطلاء الأحمر على المدرج وتركا علمًا فلسطينيًا قبل أن يتمكنا من الفرار دون أن يتم القبض عليهما على الفور. 

وأثار هذا الحادث جدلًا واسعًا حول الأمن في القواعد العسكرية البريطانية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.

522.jpg

دوافع النشطاء وادعاءاتهم
أعلنت مجموعة "فلسطين أكشن" مسؤوليتها عن الحادث عبر بيان على الإنترنت، مشيرة إلى أن الهدف كان تعطيل عمليات القاعدة الجوية التي، بحسب ادعاءاتهم، تدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

 وأوضحت المجموعة أن طائرتي فوييجر تُستخدمان في رحلات يومية إلى قاعدة "أكروتيري" في قبرص، حيث تُستخدم لتزويد الطائرات الحربية بالوقود، وجمع المعلومات الاستخباراتية، ونقل الأسلحة التي تدعم إسرائيل. 


وجاء في بيانهم: "من خلال تعطيل طائرتين عسكريتين، تدخلت فلسطين أكشن مباشرة لوقف الإبادة الجماعية ومنع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني"، وفقًا لموقع "يو كيه ديفينس جورنال"، ولكن مصادر دفاعية بريطانية رفضت هذه الادعاءات ووصفتها بأنها غير دقيقة تمامًا، مؤكدة أن طائرات فوييجر تُستخدم بشكل رئيسي في عملية "شايدر"، وهي العملية العسكرية البريطانية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وليس لدعم إسرائيل، وفقًا لشبكة سكاي نيوز.

رد وزارة الدفاع البريطانية
أصدرت وزارة الدفاع البريطانية بيانًا رسميًا استنكرت فيه الحادث، واصفة إياه بالتخريب لأصول القوات الجوية الملكية. وجاء في البيان: "نستنكر بشدة هذا التخريب لأصول القوات الجوية الملكية. نحن نعمل عن كثب مع الشرطة التي تحقق في الأمر. 

وقواتنا المسلحة تمثل أفضل ما في بريطانيا، فهم يخاطرون بحياتهم من أجلنا، وتفانيهم وتضحياتهم الشخصية مصدر إلهام لنا جميعًا"، ووفقًا لموقع "يو كيه ديفينس جورنال"، لم تقدم الوزارة تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار أو الإجراءات الأمنية المتخذة، مما يشير إلى أن التحقيقات لا تزال جارية. 

أثارت الحادثة انتقادات حادة حول مستوى الأمن في القاعدة، خاصة أنها واحدة من أهم المواقع العسكرية في المملكة المتحدة وتخضع لحماية قانون الجريمة المنظمة والشرطة لعام 2005، وفقًا لصحيفة التلجراف.

التداعيات الأمنية
غطت العديد من وسائل الإعلام البريطانية الحادث، مع تركيز على خطورة التسلل الأمني. وذكرت شبكة سكاي نيوز أن الناشطين تمكنوا من الدخول والخروج دون اكتشاف، مما أثار تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية في القاعدة. 

وأشارت شبكة بي بي سي نيوز إلى أن المجموعة نشرت لقطات تظهر الناشطين وهم يرشون الطلاء على الطائرات، مما يعزز روايتهم حول نجاح العملية. 

كما أبرزت صحيفة التلجراف تصريح وزير القوات المسلحة في حكومة الظل، مارك فرانسوا، الذي شجب الحادث، مطالبًا بمراجعة أمنية شاملة للقاعدة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتعلقة بصراع إسرائيل-إيران.

وأضافت صحيفة الإندبندنت أن الحادث يعكس تصعيدًا في أنشطة "فلسطين أكشن"، التي سبق أن استهدفت مواقع أخرى مثل مقر هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2023، وأثارت الحادثة موجة من الانتقادات على منصة إكس، حيث طالب العديد من المستخدمين بتصنيف "فلسطين أكشن" كمنظمة إرهابية ومحاكمة المتورطين بتهم الإرهاب. 

وعلق مستخدمون آخرون مشيرين إلى أن دخول ناشطين بدراجات كهربائية إلى قاعدة عسكرية محمية يشكل إحراجًا كبيرًا للقوات الجوية الملكية، وفقًا لموقع يو كيه ديفينس جورنال. 

كما أشار تقرير لمنظمة أكشن أون آرمد فايولنس، نُشر عبر موقع "ديكلاسيفايد يو كيه"، إلى أن أكثر من 500 رحلة استطلاع جوية بريطانية جرت بالقرب من غزة منذ ديسمبر 2023، مما قد يعزز رواية الناشطين حول دعم بريطانيا لإسرائيل، رغم تأكيدات وزارة الدفاع بأن هذه الرحلات كانت لأغراض استعادة الرهائن، وفقًا لصحيفة ميترو نيوز.

ويُعد اقتحام قاعدة مثل "بريز نورثون" خرقًا خطيرًا للقوانين البريطانية، خاصة بموجب قانون الجريمة المنظمة والشرطة لعام 2005، الذي يحمي المواقع العسكرية الحساسة.

 واقترح بعض المعلقين فرض عقوبات صارمة بموجب قوانين الإرهاب، بما في ذلك تغريم المتورطين لتغطية تكاليف الإصلاحات والتحقيقات، إلى جانب عقوبات السجن الطويلة، وأشار آخرون إلى أن أعمال تخريب سابقة من قبل "فلسطين أكشن"، مثل استهداف مواقع تابعة لشركة بي إيه إي سيستمز، لم تُسفر عن عقوبات صارمة، مما قد يشجع على تكرار مثل هذه الأعمال، وفقًا لموقع يو كيه ديفينس جورنال.

تظل التداعيات الأمنية لهذا الحادث وقودًا لنقاش متجدد، حيث دعا العديد من المعلقين إلى تحسين الأمن المحيطي، مثل تركيب أسوار أكثر أمانًا، وتعزيز الدوريات، وزيادة استخدام كلاب الحراسة ووحدات الاستجابة السريعة، كما أثيرت تساؤلات حول كيفية تمكن الناشطين من الدخول والخروج دون اكتشاف، خاصة في ظل وجود فوج القوات الجوية الملكية المسؤول عن حماية القاعدة. 

أشار موقع إل بي سي إلى أن إحدى الطائرتين المستهدفتين قد تكون الطائرة المخصصة لنقل كبار الشخصيات، مما يزيد من خطورة الحادث الذي جدد النقاشات حول الدعم العسكري البريطاني في الشرق الأوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق