بعد إعلان توجه القاذفات الشبحية B2 إلى جزيرة غوام "البوابة نيوز " تقدم لكم كل ما تريد معرفته عن جزيرة غوام.
كل ما تريد معرفته عن جزيرة غوام
جزيرة غوام، جزيرة تقع في المحيط الهادي، وهي تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وتعد من أعمدة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية.. وتشكل السياحة عماد الاقتصاد في هذه الجزيرة النائية.
وتعد جزيرة غوام مركزا مهما لجحفلة الجيوش الأمريكية مما يتيح للأمريكيين الوصول بسرعة إلى مناطق التأزم في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان على سبيل المثال.
وتنوي واشنطن نقل الآلاف من عسكرييها إلى غوام من جزيرة أوكيناوا اليابانية في نطاق برنامجها لإعادة ترتيب قواتها على النطاق العالمي.
وعلى وقع ارتفاع حدّة التهديدات العسكريّة بين أمريكا وكوريا الشماليّة، تتّجه أنظار العالم في الأيام الأخيرة إلى جزيرة غوام الصغيرة غرب المحيط الهادئ، وذلك بعد أن هددت كوريا الشمالية بشن ضربة على قاعدة أمريكية تقع هناك.
جزيرة غوام من أكبر الجزر
تنتمي جزيرة غوام إلى الأراضي الأمريكية منذ عام 1898، وهي أكبر جزر أرخبيل ماريانا، وتقع بين جزر هاواي والفلبين، ويبلغ تعداد سكانها، حسب تقييمات عام 2016، نحو 162 ألف شخص، ويشكل السكان الأصليون 37 في المئة منهم، ويتحدثون عدة لغات على رأسها الإنجليزية والفلبينية وتشامورو (لغة السكان الأصليين ومعظمهم من هذه القوميّة).
وتشير دراسات علمية إلى أن جزيرة غوام كانت مأهولة منذ 4 آلاف عام، واكتشفها في عام 1521 البرتغالي فرديناند ماجلان، وأصبحت منذ عام 1561 ملكية إسبانية، حتى انتزاعها من قبل أمريكا خلال الحرب بين الدولتين، وقد تعرضت الجزيرة للاحتلال الياباني أثناء الفترة ما بين عامي 1941 و1944 خلال الحرب العالمية الثانية.
جزيرة غوام.. أهمية عسكرية كبيرة
وتكتسب الجزيرة، التابعة أمريكا والبعيدة عن أراضيها الرئيسية جغرافيا، أهمية عسكرية كبيرة رغم أن مساحتها تزيد ثلاث مرات فقط عن مساحة العاصمة واشنطن. وتخضع هذه المستعمرة الإسبانية السابقة لسيطرة الولايات المتحدة منذ عام 1898 بعد تنازل إسبانيا عنها عقب انتهاء الحرب الأميركية- الإسبانية.
جزيرة غوام.. أهمية استراتيجية
وتحظى الجزيرة الصغيرة بأهمية استراتيجية أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، إذ أقيمت على أراضيها أهم المنشآت العسكرية لواشنطن في منطقة المحيط الهادي، حسب معلومات وكالة المخابرات الأمريكية (CIA).
توضح صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانيّة أن الجزيرة تعد أحد المواقع الأمريكية المتقدمة بعد الحرب العالمية الثانية، وأنشئت فيها قاعدة "غوام" البحرية وقاعدة "أندرسن" الجوية، ويقدر تعداد العسكريين المرابطين فيهما بنحو 6 ألاف عسكري.
وتضيف الصحيفة، نقلا عن مؤسسة Statista للإحصاءات، أن قاعدة "أندرسن" الجوية تشكل منطلقا لأسراب القاذفات الإستراتيجية "بي-1" و"بي-2" و"بي-52"، فيما يرابط في القاعدة البحرية سرب من الغواصات الأمريكية. وقد اكتسبت غوام أهمية كبيرة في المحيط الهادئ خلال حرب فيتنام، إذ كانت قاعدة للمقاتلات من طراز B-52 التي نفذت مهمات في جنوب شرق آسيا، فضلا عن استخدامها كنقطة عبور لإجلاء اللاجئين الفيتناميين.
وتضم القاعدة سربا لمروحيات تابعة للبحرية وقاذفات للقوات الجوية، فضلا عن مدرجين ومخزن كبير للوقود والذخائر. وتحتضن الجزيرة أيضا قاعدة غوام البحرية التي تضم ميناء لأربع غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية وسفينتين لدعم الغواصات وتزويدها بالإمدادات.
وتضم غوام أيضا درعا متطورة مضادة للصواريخ، هي منظومة ثاد القادرة على تدمير الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والصواريخ في مرحلة تحليقها النهائية.
ويشير تقرير "ذي اندبندنت" إلى أن الجزيرة زودت بمنظومة "ثاد" الدفاعية المضادة للجو والصواريخ الباليستية، وهو ما مكن البيت الأبيض من إقناع حاكم غوام بأنه لا حاجة لتغيير مستوى الإنذار حتى في ظل تصريحات بيونج يانج النارية.
ورغم أن الجزيرة تعتمد بشكل رئيسي على حضور الجيش والإنفاق العسكري الأمريكي، إلا أن للسياحة دورا مهما أيضا في اقتصادها إذ تؤمن ثلث فرص العمل فيها، فقد اجتذبت شواطئها ومجمعاتها الفندقية ومتاجرها أكثر من 1.5 مليون زائر في 2016 معظمهم من اليابانيين والكوريين الجنوبيين.
وتحتوي غوام على القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى عصر الإنسان1500 سنة قبل الميلاد.
وهناك بعض الصناعات الخفيفة في غوام ، التي تعد مركزا هاما لإعادة الشحن في ميكرونيزيا وجزر المحيط الهادئ الأخرى. ويمارس بعض السكان زراعة الكفاف، ولكن الزراعة على نطاق واسع لم تعد ممكنة بسبب المنشآت العسكرية التي تحتل الكثير من الأراضي
انطلاق قاذفات “بي-2 ” الي الولايات المتحدة
وأفادت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية بأن ست قاذفات “بي-2” انطلقت من الولايات المتحدة متجهة إلى جزيرة غوام في المحيط الهادئ، وفقا لبيانات تتبع الرحلات الجوية.
وهذه القاذفات هي الوحيدة القادرة على حمل القنبلة العملاقة “جي بي يو-57” المعروفة باسم “أم كل القنابل الخارقة للتحصينات، التي تعتبر الوحدة القادرة على تدمير المنشأة النووية الإيرانية المحصنة في فوردو.
وتعرف هذه القنبلة الموجهة بدقة باسم (GBU-57 E/B Massive Ordnance Penetrator)، أو اختصارا (MOP)، وقد صرّحت القوات الجوية الأمريكية عام 2015 أن القنبلة “صممت لتنفيذ مهمة صعبة ومعقدة تتمثل في الوصول إلى أسلحة دمار شامل موجودة في منشآت محصنة جيدًا وتدميرها”، ولهذا تعرف أيضا باسم “قنبلة اختراق التحصينات” (bunker-buster).
ويعد هذا النوع من الضربات الهدف الرئيس لإسرائيل، خاصة تجاه منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، التي بنيت داخل جبل وعلى عمق مئات الأقدام تحت الأرض، وهي من النوع الذي صُممت هذه القنبلة لاختراقه. وإذا بقيت المنشأة سليمة وقابلة للتشغيل، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني، الذي تسعى إسرائيل إلى وقفه.
0 تعليق