مسيرة حاشدة بالرباط تندد بحرب الإبادة في غزة وترفض التصعيد ضد إيران

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من باب الأحد إلى قبالة مقر البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، شارك الآلاف من المغاربة في مسيرة شعبية لتجديد التنديد باستمرار “حرب الإبادة العرقية التي يحصد فيها الاحتلال الإسرائيلي أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة بأساليب متشابكة، تشمل القصف والقتل والتجويع والاستدراج إلى مصائد فتات المساعدات”.

وتقدّمت قيادات بارزة من أطياف سياسية مختلفة حُشود المحتجين، وهم نساء ورجال وشيوخ وشباب وأطفال قدموا من مدن مغربية عديدة، رافعين شعارات قويّة، أكدت “إدانة شعبية للجرائم الصهيونية”، و”رغم الجوع والحصار..غزة حرة لن تنهار”، “ولا تنازل لا استسلام..المقاومة إلى الأمام”، و”مغاربة صامدون..للتطبيع رافضون”.

ولم يخل الشكل الاحتجاجي الذي دعت إليه مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، واتشح خلاله المحتجون بالكوفيات الفلسطينية ورفعوا جنبا إلى جنب الأعلام المغربية والفلسطينية، من “تنديد بعض القيادات الحاضرة بالضربات الإسرائيلية على إيران”؛ فيما مُهر بإحراق العلم الإسرائيلي كعادة المسيرات التضامنية مع غزة.

“تأكيد التضامن”

أفاد عبد الحفيظ السريتي، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بأن “المجموعة تؤكد مرة ثانية، من خلال هذه المسيرة، وقوف الشعب المغربي مع الفلسطينيين، ومقاومتهم الباسلة التي صمدت إلى حد الساعة في الميدان بعد قرابة عشرين شهرا، قدّمت فيها الشهداء والجرحى والأسرى من أجل تحرر فلسطين كلها من النهر إلى البحر”.

وقال السريتي، مصرحا لهسبريس على هامش المسيرة، إن “الشعوب العربية انطلقت في مسيرات نحو رفح للتأكيد على أنه عار على الأمة بقاء الشعب الفلسطيني محاصرا، مفروضا عليه التجويع والتهجير القسري، كذلك عار على الدول العربية والإسلامية لكي تتحرك”، مفيدا بأنها “مطالبة بوقف التطبيع وأن تستعمل النفط ورقة ضاغطة كما فعلت في 1973”.

ولم يفت المحتج ذاته إدانة “الهجوم على الشعب الإيراني، ثم قصف أمريكا مواقع نووية إيرانية، ما يؤكد أن الإجرام الصهيوني مدعوم أمريكيا”، معتبرا أن “على الصين وروسيا أن تتحركا لأن البشرية تتطلع إلى مجتمع عالمي عادل”.

“صوت موّحد”

صرّح جمال كريمي بنشقرون، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، بأن “الشعب المغربي يجدد حضوره في الشارع لتأكيد إدانته العدوان الصهيوني الغاشم، وضد الغطرسة الصهيونية، وحرب الإبادة العرقية، والتجويع الذي يطال شعبا أعزل، تؤكده صور مؤلمة تُبكي القلوب قبل العيون، تُسجل أمام المنتظم الدولي الداعم للكيان”.

وأضاف بنشقرون في تصريح لهسبريس على هامش الوقفة: “نحن كمغاربة، من كافة الأطياف السياسية وكافة الفئات العمرية، نتوقف اليوم لندين الحروب كيفما كان شكلها في العالم، ولنعبر عن دعم السلم وعدالة القضايا الإقليمية والقومية”، بتعبيره.

لذلك، يتوجب، وفق المحتج نفسه، “على الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يحققا فعلا قرارات عادلة تراعي مصلحة الشعب الفلسطيني، الذي مازال يعاني الويلات”، مشددا على أن “مجرمي الحرب، على رأسهم نتنياهو ووزيرا دفاعه، يجب أن تتم محاكمتهم”.

“قتل بكل الطرق”

بدورها، قالت خديجة الصبار، عضو مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن “هذه مسيرة عالمية تهدف إلى التنديد بما تتعرض له المنطقة العربية من اعتداء بدأه الكيان الصهيوني، مدعوما بالولايات المتحدة والغرب الأطلسي”.

وصرحت الصبار لهسبريس قائلة: “سنبقى دائما واقفين منددين إلى أن يتوقف التطبيع أولا في المغرب، وتتحرر فلسطين من الكيان الصهيوني الذي يمارس الجزارة على الشعب الفلسطيني بجميع الطرق: إلقاء القنابل، التجويع وغيرهما”.

حتى فتات الخبز أصبح، وفق المحتجة نفسها، “وسيلة لقتل أعداد غفيرة من الشعب الفلسطيني؛ فلا يكاد يمر يوم دون أن يستشهد 100 فلسطيني على الأقل، بينما الأنظمة تتفرج على هذه المجزرة التي يرتكبها الجزار نتنياهو في فلسطين”.

“ضد الطغيان”

خرج المغاربة في هذه المسيرة “لإثبات أن قضية فلسطين والأقصى تجمع كل الحساسيات والتوجهات، رغم أنها تفرقها أمور كثيرة”، يقول أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، مردفا أن “باعث هذه المسيرة درجة الشدة على أهل غزة وفلسطين عامة، التي بلغت ذروتها”، مضيفا: “نتصور دائما أن ذروة الشدة يعقبها الفرج”.

وذكر الرمال، مصرحا لهسبريس على هامش الوقفة، أن “الصهاينة طغوا وتجبروا إلى درجة أنهم لم يعودوا يكترثون بأي شيء؛ حتى إنهم منعوا سفينة شراعية (مادلين) على متنها 12 شخصا من أن تصل إلى غزة لتكسر حصارها، ثم بعد ذلك يتم التواطؤ مع كل الدول العربية المجاورة لمنع وصول قوافل الدعم والنصرة”، معتبرا ذلك بأنه “أمر غير معتاد”.

وبدا للمتحدث نفسه أن “الصهاينة فتحوا على أنفسهم بابا لا يستطيعون إغلاقه، بعدما ظنوا أن محاربة دولة من 100 مليون نسمة كمحاربة مقاومة مكونة من 40 أو 50 ألف شخص؛ هذا من المبشرات يقينا”، بتعبيره، في إشارة إلى ضربات إسرائيل على إيران.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق