الاثنين 23 يونية 2025 | 02:36 صباحاً

أكد العميد محمود محيي الدين، الخبير في الأمن الإقليمي، أن الضربة العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لم تنهِ برنامج إيران النووي، بل عطّلته مؤقتا لفترة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة، مشيرا إلى أن طهران استبقت الهجوم بخطوات وقائية مدروسة.

وأوضح محيي الدين، في تصريحات لبرنامج «كلمة أخيرة» مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة «ON»، أن إيران نقلت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب من منشأة «فوردو» قبل الضربة بنحو 48 ساعة، بناء على تنسيقات مع دول حليفة مثل روسيا والصين.

وأشار إلى أن تلك الكميات – وتقدَّر بنحو 408 كجم – تم تأمينها في مخازن سرية داخل الدروب الجبلية في المنطقة، كما تم سحب أجهزة الطرد المركزي والمعدات الدقيقة بواسطة قوافل من العربات الخاصة.

وأضاف أن قاعدة «فوردو» التي تعرّضت للقصف كانت خالية تماما من العمال والمهندسين، ولا تضم سوى عدد محدود من عناصر الحراسة، وهو ما يُفسر محدودية الخسائر البشرية في الموقع.

وكشف «محيي الدين» أن الهدف من الضربات الأمريكية كان تعطيل عملية التخصيب، بينما ركزت إسرائيل على استهداف العلماء النوويين لإضعاف البنية البشرية للبرنامج، معتبرا أن تل أبيب وواشنطن حاولتا تقويض قدرة إيران على استئناف إنتاج السلاح النووي، دون الدخول في مواجهة شاملة.

وحول تفاصيل المنشآت المستهدفة، أوضح أن منشأة «نطنز» تم القضاء عليها بالكامل، نظرا لكونها تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولوجود منشأة سرية بجوارها في عمق الجبل.

أما منشأة "أصفهان"، فتعرضت لأضرار جزئية، ويمكن إعادة تشغيل جزء كبير منها، فيما كانت «فوردو» خارج التفتيش الدولي من الأساس، ولم تسمح إيران لأي جهة بالدخول إليها.

وفي تقييمه لقدرات إيران المستقبلية، قال «محيي الدين» إن طهران قادرة على استئناف برنامجها النووي في منشأة «فوردو» خلال ثلاثة أشهر فقط، إذا أرادت، مشيرا إلى أن البرنامج لم يُمحَ، بل تعرّض للتعطيل المؤقت.

وعن توقيت الضربة، أوضح أن العملية لم تكن مفاجئة من حيث التوقيت أو طبيعة التنفيذ، مؤكدًا أن قاعدة «دييجو جارسيا» التي انطلقت منها القاذفات الأمريكية بدأت نشاطها منذ وقت مبكر خلال الهجمات على الحوثيين، وتم استخدام القاذفات الشبحية منها لضرب أهداف يصعب الوصول إليها.