ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في إيران، أمس الأحد، أن القرار النهائي بشأن إغلاق مضيق هرمز سيُتخذ من قبل أعلى هيئة أمنية في البلاد، وذلك في أعقاب تصويت البرلمان الإيراني لصالح الخطوة كرد مباشر على قصف أمريكي طال منشآت نووية في طهران.
ويعيد هذا التطور الملفت الضغوط الجيوسياسية في الخليج إلى الواجهة، وسط تحذيرات دولية من تداعيات محتملة على استقرار أسواق النفط العالمية.
مضيق هرمز: بوابة الخليج إلى العالم
يقع مضيق هرمز بين سلطنة عُمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وعلى الرغم من أن عرضه لا يتجاوز 33 كيلومترًا عند أضيق نقطة، إلا أن ممري الدخول والخروج لا يتجاوزان 3 كيلومترات فقط لكل منهما، ما يجعله أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم من حيث الملاحة.
شريان الطاقة العالمي.. ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز؟
يُعد المضيق بمثابة شريان رئيسي لصادرات النفط والغاز، إذ يمر عبره يوميًا ما بين 17.8 إلى 20.8 مليون برميل من النفط الخام والوقود، بحسب بيانات شركة "فورتيكسا".
وتعتمد دول الخليج – وعلى رأسها السعودية، إيران، الإمارات، الكويت والعراق – على المضيق لتصدير معظم إنتاجها النفطي إلى الأسواق الآسيوية.
كما أن قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، تُصدر كامل إنتاجها تقريبًا عبر مضيق هرمز، ما يجعل أي اضطراب فيه مؤثرًا بشكل مباشر على سوق الطاقة العالمي.
محاولات لتقليل الاعتماد على المضيق
وأشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن بعض الدول، مثل السعودية والإمارات، تسعى لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز من خلال تطوير خطوط أنابيب برية قادرة على تصدير النفط خارج نطاق المضيق، موضحة أن هناك قدرة غير مستغلة لنقل 2.6 مليون برميل يوميًا عبر هذه الخطوط.
مضيق هرمز في قلب التوترات العسكرية والسياسية
يتولى الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين مسؤولية حماية الملاحة في منطقة الخليج، مع تصاعد المخاوف من عمليات عسكرية أو احتكاكات مباشرة بين القوات الأمريكية والإيرانية في حالة إغلاق المضيق أو تهديد الملاحة.
ويعود التوتر حول مضيق هرمز لعقود، أبرزها خلال حرب الناقلات (1980–1988)، حين استهدف طرفا النزاع صادرات النفط، كما شهد المضيق سلسلة من الأحداث الخطيرة، منها إسقاط طائرة ركاب إيرانية من قبل سفينة أمريكية عام 1988، واحتجاز ناقلات نفط في أعوام 2019، 2023 و2024.
تداعيات محتملة على الأسواق العالمية
مع عودة التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، يتجدد القلق الدولي بشأن تأثير ذلك على أسعار وإمدادات النفط والغاز عالميًا، إذ يُعد المضيق أحد أهم نقاط الضغط الجيوسياسي في العالم، وأي اضطراب فيه قد يدفع بأسعار الطاقة للارتفاع ويؤثر على سلاسل الإمداد الدولية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق