أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، في رسالة موجهة للحجاج قبيل موسم الحج لعام 1446 هجرية، على أهمية الالتزام الكامل بالتعليمات الرسمية لضمان أداء الفريضة بسلامة وانضباط. دعا سماحته الجميع إلى استخراج تصريح الحج من الجهات المختصة، معتبراً ذلك خطوة أساسية لتجنب أي مخالفات أو مخاطر محتملة.

رسالة مفتي السعودية إلى الحجاج

في هذه الرسالة، شدد المفتي على ضرورة اتباع الإرشادات الصادرة من وزارة الحج والعمرة وغيرها من الجهات الرسمية، حيث يُعتبر استخراج التصريح عبر منصة “نسك” أو “تصريح” شرطاً لا غنى عنه للمشاركة في الحج. أوصى سماحته الحجاج بتجنب أي سلوكيات تتنافى مع روح الفريضة، مثل الرفث أو الفسوق أو الجدل، محثاً على إخلاص النية وتقوى الله في كل خطوة من هذه الرحلة الروحية. كما رفع الدعاء لولاة الأمر بالتوفيق في خدمة الحجاج، متمنياً أن يُكتب ذلك في ميزان حسناتهم ويعزز مراتبهم عند الله.

نصائح الحج لعام 1446 هجرية

بالإضافة إلى ذلك، حذر المفتي من مخاطر محاولة أداء الحج بدون تصريح، معتبراً أن ذلك يعرض الأفراد لعقوبات قانونية ويضعف سلامة الجماعة بأكملها. تتزامن هذه الرسالة مع حملات إعلامية من السلطات السعودية، التي أكدت على وجوب الالتزام بأنظمة الحج للحفاظ على أمن وحسن سير العملية. على سبيل المثال، أشارت وزارة الداخلية إلى أن أي شخص يُكتشف متسللاً أو محاولاً الحج دون التصريح الرسمي سيتعرض لغرامات مالية تصل إلى 20,000 ريال سعودي، إلى جانب عقوبات أخرى مثل الترحيل والمنع من دخول المملكة لمدة تصل إلى 10 سنوات. هذه الإجراءات تأتي في سياق دعم الجهود لتحقيق تجربة آمنة ومريحة لجميع الحجاج، مما يعكس التزام السعودية بحماية هذه الفريضة الدينية الكبرى.

من جانب آخر، يُذكر أن التأشيرات العادية لا تكفي لأداء الحج، حيث يجب أن تكون التأشيرة خصيصاً لهذا الغرض من خلال المنصات الرسمية. هذا النهج يهدف إلى تنظيم التدفق البشري وضمان توافر الخدمات اللازمة، مثل الإيواء والصحة والأمن. بالعودة إلى رسالة المفتي، فإنها تعزز قيمة الطاعة والانضباط في الدين، مشددة على أن الحج ليس مجرد رحلة بدنية بل فرصة لتطهير النفس والتقرب إلى الله. يُوصى الحجاج باستغلال هذا الوقت في الذكر والدعاء، بعيداً عن أي نزاعات أو أفعال تُهدر قدسية المكان.

في الختام، تشكل هذه الرسالة تذكيراً هاماً لكل مسلم يسعى لأداء الحج، متضمنة دعوة للصبر والتقوى والالتزام. مع اقتراب الموسم، يجب على الراغبين في الانضمام التأكد من توفر التصريح ومتابعة التحديثات الرسمية لتجنب أي مشكلات. هذا النهج يعزز الروح الجماعية ويساهم في جعل الحج تجربة تعبدية خالصة، مليئة بالبركات والرضا الإلهي.