في خطوة غير مسبوقة، تم تسجيل أول قسم نقابي في إسبانيا للعاملات المغربيات الموسميات في قطاع الفواكه الحمراء بإقليم ويلبا، بتاريخ 1 ماي 2025، بدعم من منظمة “عاملات ويلبا في النضال” ونقابة العمال الأندلسيين (SOA).

وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن هذه المبادرة، التي تُعد نقطة تحول في نظام التوظيف من بلد المنشأ، تهدف إلى تمكين العاملات المغربيات، المشمولات بنظام الهجرة الدائرية “جيكو”، من الدفاع عن حقوقهن في ظل ظروف عمل واجهت انتقادات واسعة بسبب الانتهاكات وسوء المعاملة.

ويعتمد نظام “جيكو”، المعمول به منذ عقدين، على استقدام نساء من المناطق الريفية المغربية، غالبًا أمهات ذوات تعليم محدود وبدون إتقان للغة الإسبانية، للعمل في حصاد الفراولة والتوت بإقليم ويلبا، مع إلزامية العودة إلى المغرب بعد انتهاء الموسم.

ورغم التقارير الصحافية والشكاوى التي وثقت ظروف إقامة غير إنسانية، تأخير الأجور، انتهاكات العقود، وحتى حالات عنف جنسي، إلا أن هؤلاء العاملات ظللن محرومات من آليات تمثيل نقابي فعالة.

ولم تقتصر المبادرة على النقابة، بل أعلن المنظمون عن أول دعوى قضائية للمطالبة بحقوق عاملة مغربية. العاملة التي كانت تعمل بموجب عقد ثابت متقطع وتحمل بطاقة هوية أجنبية سارية لأربعة مواسم، لم تُستدعَ هذا العام، دون مبرر، مما دفعها إلى رفع دعوى بتهمة الفصل التعسفي.

وعُقدت جلسة تسوية في مركز الوساطة والتحكيم في ويلبا يوم 22 أبريل الماضي، في سابقة قانونية قد تفتح الباب أمام مئات العاملات للمطالبة بحقوقهن بعد عودتهن إلى المغرب، معلنة بذلك عن تجاوز إحدى أكبر العقبات في النظام.