أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، أن الهجوم المقبل على قطاع غزة سيكون "عملية عسكرية مكثفة تهدف لهزيمة حماس بشكل كامل"، مؤكدًا أن الجيش لن يكتفي بغارات وانسحابات مؤقتة، بل سيعمل وفق خطة جديدة لم تُحدد تفاصيلها بالكامل
وقال نتنياهو في مقطع مصور نُشر على منصة "إكس: "سيتم نقل السكان حفاظًا على سلامتهم. الهجوم سيكون واسعًا، ولن يكون كما في السابق."
وأضاف: "لن يدخل الجنود ثم ينسحبوا. نيتنا هي عكس ذلك تمامًا."
قرار رسمي من مجلس الوزراء الأمني: التوسيع بدأ
وبحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن مجلس الوزراء الأمني المصغر برئاسة نتنياهو، صادق في وقت سابق من اليوم على توسيع تدريجي للهجوم العسكري على القطاع، مع التأكيد على نية "السيطرة" على مناطق داخل غزة، وربما التمهيد لوجود عسكري طويل الأمد.
كما كشفت مصادر مطلعة عن وجود نقاش متزايد داخل الحكومة حول "تعزيز الهجرة الطوعية" لسكان غزة، في خطوة مثيرة للجدل قد تُشعل أزمة إنسانية أوسع.
تحوّل في الاستراتيجية العسكرية: من الردع إلى الحسم؟
حديث نتنياهو يعكس نقلة نوعية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة. فبعد سنوات من اتباع نهج "الضرب والانسحاب"، يبدو أن القيادة الإسرائيلية تتجه نحو "الاستحواذ الميداني المؤقت أو المستمر"، تحت ذريعة إنهاء تهديد حماس ومنع تكرار أحداث 7 أكتوبر.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه يتعارض مع ما كانت تطرحه إسرائيل سابقًا من أنها لا تنوي "احتلال غزة"، لكنه يُعبّر عن تحوّل مدفوع بضغوط داخلية من تيارات يمينية متشددة تطالب بحسم عسكري نهائي.
حتى الآن، لم يوضح نتنياهو أو وزراؤه ما إذا كانت العملية القادمة ستشمل اجتياحًا كاملاً لغزة أو السيطرة على مناطق محددة، لكن التصريحات توحي بأن النوايا تتجه نحو إحداث تغيير جغرافي مؤقت على الأقل في خريطة السيطرة الميدانية داخل القطاع.
هذا الغموض قد يُقابل بقلق دولي، لا سيما مع التحذيرات المتكررة من منظمات أممية وإنسانية من كارثة وشيكة في القطاع المحاصر منذ سنوات، وخصوصًا إذا ترافقت العمليات مع نزوح واسع للسكان وإرباك في توزيع المساعدات.
مواقف داخلية وخارجية من التصعيد المرتقب
في الداخل الإسرائيلي، تلقى إعلان نتنياهو دعمًا من أوساط اليمين المتطرف، خصوصًا من وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين دعوا مرارًا إلى "حسم" المعركة داخل غزة و"فصل حماس عن المدنيين".
أما على الصعيد الدولي، فمن المتوقع أن تُمارس واشنطن وبعض العواصم الأوروبية ضغوطًا على تل أبيب لمنع حدوث عمليات تطهير أو تغيير ديموغرافي قسري، خاصة في ظل تعثر المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس.
فشل التهدئة وتعثر صفقة الرهائن
تأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من فشل جولة تفاوض جديدة بوساطة مصرية وقطرية، حيث تصر حماس على ربط أي اتفاق بوقف كامل للعمليات العسكرية، بينما ترفض إسرائيل هذا الشرط وتصر على إطلاق الرهائن أولًا.
ويرى مراقبون أن إعلان الهجوم المكثف يأتي كـ"ورقة ضغط أخيرة" من إسرائيل، إما لإجبار حماس على قبول الصفقة، أو للانتقال إلى سيناريو المواجهة الكاملة، دون العودة إلى نقطة التفاوض.
0 تعليق