لا تكتمل بداية اليوم لدى ملايين الأشخاص حول العالم من دون فنجان القهوة الصباحي، إذ تُعدّ القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا عالميًا، ويتناولها أكثر من نصف سكان العالم يوميًا، إلى جانب الشاي، وللقهوة سمعة طيبة من الناحية الصحية عندما يتم تناولها باعتدال، إلا أن الإفراط في استهلاكها قد يحمل عواقب صحية خطيرة، وفق ما كشفت دراسات علمية حديثة.
حيث تشير دراسة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب عام 2022 إلى أن تناول كوبين من القهوة يوميًا قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، من بينها النوبات القلبية، ومرض السكري من النوع الثاني، ومرض الزهايمر، ويُعتقد أن القهوة الغنية بمضادات الأكسدة والمركبات النشطة، مثل الكافيين والبوليفينولات، تساعد في تعزيز صحة القلب والدماغ، وتحسين الأداء العقلي، وحتى تقليل الالتهابات، وقد فتحت هذه النتائج الإيجابية، المجال للنظر إلى القهوة كجزء من نمط حياة صحي متوازن، شرط ألا يتجاوز المستهلك الحد الآمن من الكمية اليومية.

الإفراط في القهوة قد يقود إلى السكتة الدماغية
حذرت دراسة حديثة نُشرت في إحدى المجلات العلمية التابعة لمنظمة السكتة الدماغية العالمية، في تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا"، أن استهلاك أكثر من أربعة أكواب من القهوة يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خصوصًا السكتة الإقفارية، وهي النوع الأكثر شيوعًا الناتج عن تجلط الدم داخل الأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ.
واعتمد التحذير على نتائج دراسة عالمية موسعة تُعرف باسم “Interstroke”، أُجريت بين عامي 2007 و2015، وشملت 26,950 مشاركًا من 32 دولة على خمس قارات، ووجد الباحثون أن المرضى الذين استهلكوا كميات مفرطة من القهوة سجلوا معدلات أعلى بنسبة 37% للإصابة بالسكتة الإقفارية مقارنةً بمن التزموا بكميات معتدلة.
الشاي.. بديل القهوة الأكثر أمانًا
وجد الباحثون أن استهلاك الشاي بانتظام، سواء الشاي الأخضر أو شاي الليمون أو الشاي بالحليب، ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الإقفارية بنسبة وصلت إلى 19%. ويُعزى ذلك إلى احتواء الشاي على مركبات مضادة للأكسدة مثل الفلافونويدات التي تُساهم في تحسين صحة الأوعية الدموية وتقليل الالتهاب.
وتشير النتائج العلمية بشأن إدمان القهوة إلى خطورة كبيرة، بينما يمكن أن يكون فنجانان يوميًا مفيدين، إلا أن تجاوز هذا الحد قد يُعرض الجسم لمخاطر متزايدة على مستوى القلب والدماغ، ويُوصى بتبني نمط حياة صحي يعتمد على التوازن في كل شيء، من نوعية الطعام إلى المشروبات اليومية، مع ممارسة الرياضة والنوم المنتظم.
0 تعليق