إسرائيل تقصف الحديدة… والحوثيون يتوعدون بحصار جوي شامل

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شنّت إسرائيل، مساء الإثنين، غارات جوية واسعة النطاق على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في مدينة الحديدة غرب اليمن، وذلك بعد ساعات من سقوط صاروخ أطلق من اليمن على مطار بن جوريون قرب تل أبيب، أسفر عن إصابة ستة أشخاص وخلّف أضرارًا مادية.

وأفادت القناة 12 العبرية بأن الهجمات استهدفت مصافي النفط ومحطات الطاقة والبنية التحتية الاقتصادية والعسكرية للحوثيين، بمشاركة أكثر من 30 طائرة إسرائيلية، في عملية نُفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، رغم تأكيد مصادر إسرائيلية لموقع أكسيوس أن الضربة كانت "إسرائيلية خالصة" من حيث التنفيذ.

بيان الجيش الإسرائيلي: الهجوم تم على بعد 2000 كلم من تل أبيب

في بيان رسمي، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أن قواته هاجمت "أهدافًا إرهابية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي" في ميناء الحديدة ومحيطه، الذي وصفه بـ"مصدر دخل مركزي لنقل السلاح الإيراني إلى الحوثيين"، مضيفًا أن الاستهداف شمل:

ميناء الحديدة، كمركز لوجستي يُستخدم – بحسب البيان – لنقل أسلحة وعتاد عسكري من إيران.

وأكد الجيش أن العملية جاءت ردًا على الهجمات المتكررة من الحوثيين على إسرائيل باستخدام صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيّرة، معتبرًا أن الحوثيين "أداة بيد إيران لضرب إسرائيل وزعزعة أمن المنطقة وحرية الملاحة العالمية".
 

الحوثيون: سنواصل ضرب المطارات… والرد سيكون مفتوحًا

من جانبها، توعدت جماعة الحوثي بمواصلة استهداف المطارات الإسرائيلية، وفرض "حصار جوي شامل" على إسرائيل، وفق ما أعلن المتحدث العسكري للجماعة العميد يحيى سريع، الذي وصف الضربات الجوية على الحديدة بأنها "اعتداء سافر يكشف هشاشة العدو الإسرائيلي".

وأكدت الجماعة مسؤوليتها عن الصاروخ الذي سقط الأحد قرب مطار بن جوريون، معتبرة أن العملية جاءت "انتصارًا لغزة وردًا على العدوان الإسرائيلي المتصاعد".

تمثل الغارات الإسرائيلية على الحديدة أول تدخل عسكري مباشر وعلني لإسرائيل في العمق اليمني، ما يعكس تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك، بعد أن ظل التوتر بين الطرفين يتم عبر هجمات صاروخية من الحوثيين وردود غير مباشرة عبر الحلفاء.

ويرى مراقبون أن تل أبيب تسعى لتوجيه رسالة ردع مزدوجة: الأولى إلى الحوثيين أنفسهم بعد "نجاح" صاروخهم في اختراق الدفاعات الجوية، والثانية إلى إيران، باعتبارها الداعم الرئيسي للجماعة المسلحة.

لكن هذه الخطوة تفتح الباب أمام تصعيد واسع النطاق، إذ من المرجّح أن يرد الحوثيون بمزيد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية، ما قد يخلق جبهة جنوبية جديدة في الحرب الإقليمية المتشابكة.

البعد الأميركي في العملية: تنسيق لا مشاركة

رغم أن مصادر رسمية إسرائيلية قالت إن العملية "تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، فإن واشنطن لم تعلن رسميًا مشاركتها، واكتفت بالتأكيد على دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

هذا التنسيق يأتي في إطار شراكة أمنية ممتدة بين الطرفين، لا سيما في ظل التعاون في أنظمة الدفاع الجوي واعتراض التهديدات القادمة من اليمن والعراق وسوريا.

الحرب على غزة تشتعل خارج حدودها

يأتي هذا التصعيد في لحظة تشهد فيها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تصاعدًا ميدانيًا واتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب مجازر، ويبدو أن تل أبيب تحاول كسر الطوق الإقليمي الذي يتوسع تدريجيًا ضدها، من خلال إرسال ضربات وقائية واستباقية ضد "وكلاء طهران"، وفق الوصف الإسرائيلي.

ومع هذا التصعيد في اليمن، تصبح إسرائيل أمام جبهات متزامنة في غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن، ما يزيد من تعقيد مشهدها الأمني ويضغط على جبهتها الداخلية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق