أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة عن قلق الأمين العام أنطونيو غوتيريش بشأن التقارير التي تفيد بخطط إسرائيل لتوسيع العمليات البرية وإطالة أمد وجودها العسكري في غزة، الأمر الذي سيؤدي حتمًا إلى مقتل أعداد لا تُحصى من المدنيين وتدمير غزة بشكل أكبر.
وفي رده على أسئلة الصحفيين في نيويورك، شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن ما هو ضروري الآن هو إنهاء العنف، وليس مزيد من وفيات المدنيين والدمار.
وأضاف: غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجب أن تبقى كذلك، ويواصل الأمين العام الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن فورًا ودون قيد أو شرط.
خطة الاحتلال لتوصيل المساعدات
وفي مقابلة مع مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة، قالت تشير إن خطة الاحتلال الإسرائيلي لتوصيل المساعدات تنتهك المبادئ الإنسانية المتمثلة في الحياد والنزاهة والاستقلالية، وقد تعرض الناس للخطر، بمن فيهم عمال الإغاثة، من خلال وجودهم بالقرب من هذه المناطق العسكرية.
وأضافت أن الخطة تعرض الفئات الضعيفة للخطر، وخاصة من يعانون من صعوبات في التنقل، مضيفة أن هناك مناطق واسعة من غزة، لن تتمكن من تلقي المساعدة.
المبادئ الإنسانية مهددة
تتفاقم معاناة المدنيين في قطاع غزة مع دخول الإغلاق الشامل أسبوعه التاسع، في ظل استمرار نفاد المساعدات الإنسانية والغياب شبه الكامل للإمدادات الغذائية والرعاية الصحية.
وكان فريق العمل الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة قد ذكر أن الخطة الإسرائيلية تبدو مصممة لتعزيز السيطرة على المواد الأساسية اللازمة للحياة كأسلوب ضغط وكجزء من استراتيجية عسكرية.
وقال الفريق، إن العمل الإنساني "يستجيب لاحتياجات الناس أينما كانوا"، مؤكدًا أن فرقه لا تزال في غزة مستعدة لتوسيع نطاق تقديم الإمدادات والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والصحة والتغذية والحماية وغيرها.
وأضاف: لدينا مخزونات كبيرة جاهزة للدخول فور رفع الإغلاق، ونحث قادة العالم على استخدام نفوذهم لتحقيق ذلك، لقد حان الوقت.
الاضطرار إلى تناول طعام الطيور
في ظل هذه الظروف القاسية، تضطر بعض الأسر إلى اللجوء إلى تدابير شديدة من أجل البقاء وإطعام أفرادها، مراسلنا في غزة تحدث مع السيدة منتصرة الكفارنة، التي نزحت من بلدة بيت حانون مع عائلتها.
كانت تحاول فصل الأرز والبرغل عن الحجارة الموجودة في علف الطيور لتحضر لقمة طعام تسد بها جوع أطفالها، وقالت: نُجبر على أكل الحبوب المخلوطة بالحجارة بسبب شح الدقيق والأكل والشرب لا يصل إلينا شيء - ولا أي مساعدات.
الأطفال يبكون طوال الوقت من الجوع، هذا علف طيور - غير صالح للاستهلاك البشري - لكننا نطهوه لإسكات جوع أطفالنا الصغار، فالأسعار مرتفعة للغاية، ولا نجد شيئا، وتعاني الأسواق نقصًا حادًا في المواد الغذائية، حيث تبدو معظم المتاجر شبه فارغة.
وقد فقدت العديد من العائلات إمكانية الحصول على الضروريات الأساسية كاللحوم والدقيق والخضراوات، بينما ارتفعت بشكل حاد أسعار السلع التي لا تزال موجودة في الأسواق.
قالت امرأة أخرى من مدينة غزة في حديثها مع مراسل أخبار الأمم المتحدة إن ثمن حبة الطماطم أو البصل في غزة يصل اليوم إلى خمسة شيكل، أي ما يعادل 1.38 دولار أمريكي للثمرة الواحدة، وأضافت الحياة هنا صعبة للغاية، ونناشد الدول العربية والعالم أن ينظروا إلينا - أن ينجدونا، نحن في غزة نموت جوعًا.
تقارير عن مقتل وإصابة العشرات
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الغارات الجوية والهجمات الأخرى مستمرة في جميع أنحاء قطاع غزة، مع ورود تقارير عن مقتل العشرات وإصابة المئات، بمن فيهم أطفال ومدنيون آخرون، يومي السبت والأحد.
وقال فرحان حق، إن أعمال السرقة والنهب، أصبحت واقعًا يوميًا، لا سيما في مدينة غزة وما حولها مع نفاد الإمدادات.
وأفاد بوقوع محاولات نهب استهدفت مستودعات الأمم المتحدة، وفي معظم تلك الحالات، تمكن حراسنا من إيقافها، أو وجد الناهبون المستودعات فارغة بالفعل بعد أكثر من شهرين من الإغلاق الشامل.
ونظرا لعدم توفر الوقود، لا تزال أنظمة ضخ المياه والصرف الصحي في بيت لاهيا معطلة منذ الأسبوع الماضي، وقال حق، إن خط مياه رئيسيا من إسرائيل قد تضرر، مما أدى إلى قطع إمدادات المياه إلى شمال غزة - بما في ذلك مدينة غزة - إلى النصف، ولم يكن إصلاحه ممكنًا.
وأشار نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إلى أن فريقًا أمميًا تمكن من استعادة بعض الوقود من محطة في مدينة غزة بعدما سهلت السلطات الإسرائيلية وصوله، إلا أن جزءًا كبيرًا من احتياطيات الوقود "لا يزال بعيد المنال لأن الإمدادات موجودة في مناطق تمنعنا السلطات الإسرائيلية من الوصول إليها بشكل ممنهج.
وذكّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن الوقود ضروري، ليس فقط لتشغيل آبار المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، ولكن أيضا لتشغيل وحدات العناية المركزة وسيارات الإسعاف، بالإضافة إلى خدمات أخرى منقذة للحياة.
0 تعليق