افتتح البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، معرضًا فريدًا بعنوان "الأديرة القبطية والأقباط في المطبوعات التاريخية الصربية"، وذلك في متحف "أدليجات" للكتب والسفر، أحد أهم المؤسسات الثقافية في صربيا.
وكان في استقبال قداسته مدير المتحف فيكتور لازيتش، إلى جانب السفير المصري لدى صربيا باسل صلاح، حيث رافقاه خلال جولته في أروقة المتحف التي تضم كنوزًا معرفية من مختلف حضارات العالم، بينها التراث المصري القبطي.
زيارة البابا لاوروبا
ويأتي المعرض في إطار زيارة قداسة البابا الرعوية لإيبارشية وسط أوروبا، وتعد بلجراد المحطة الثالثة في هذه الجولة التي بدأت في 25 أبريل الماضي، حيث تشكل الزيارة الحالية أول زيارة لبطريرك قبطي إلى صربيا في التاريخ الحديث.
ويعرض المعرض مقتنيات نادرة توثق الحضور القبطي في الوعي الثقافي الصربي، تشمل مطبوعات ومخطوطات ومواد تاريخية، موزعة ضمن 19 غرفة تمثل ثقافات عالمية متنوعة، وتحتل مصر وإثيوبيا مكانة بارزة في هذه المجموعة الفريدة.
كلمات تقدير متبادلة
أعرب مدير المتحف فيكتور لازيتش عن اعتزازه بالزيارة، واصفًا المتحف بأنه "الخزينة الروحية والثقافية لصربيا والعالم"، موضحًا أن المتحف يضم أكثر من مليوني كتاب و200 ألف قطعة نادرة، جمعتها أسرته على مدى تسعة أجيال، في مشروع ثقافي توارثته العائلة منذ عهد الجد الأكبر.
وأضاف لازيتش: "اليوم نرحب بقداسة البابا القادم من أرض الفراعنة، ونحن نولي اهتمامًا خاصًا للتراث القبطي الذي يمثل امتدادًا حيًا للهوية المصرية"، كما أشار إلى أن شفيع المتحف، القديس جاورجيوس، هو ذاته شفيع الكنيسة المعلقة في القاهرة، والتي زارها حاجًا مرتين.
البابا: مصر بلد الحضارات والكنيسة القبطية حافظة للهوية
وفي كلمته خلال الافتتاح، عبر البابا تواضروس عن سعادته بالزيارة، مؤكدًا أن مصر بلد فريد تعاقبت عليه حضارات متعددة من الفرعونية إلى القبطية ثم الإسلامية والعربية، ما جعله بوتقة غنية بالوحدة والتنوع.
كما استعرض قداسته تاريخ الكنيسة القبطية التي تأسست في القرن الأول الميلادي على يد القديس مرقس الرسول، مشيرًا إلى دور الرهبنة القبطية، التي بدأت على يد القديس أنطونيوس الكبير، وانتشرت في العالم أجمع، وأكد أن الكنيسة القبطية اليوم تخدم أبناءها في جميع القارات.
وخاطب الحضور قائلاً: "أدعوكم لزيارة مصر، فهي متحف مفتوح يجمع بين الحضارة القديمة والروح المسيحية العريقة، ويضم معابد وآثارًا وأديرة فريدة".
هدايا وزيارات ثقافية
وخلال الزيارة، أهدى قداسة البابا المتحف مجموعة من الكتب القبطية باللغتين العربية والإنجليزية، أعرب عن سعادته بانضمامها إلى مقتنيات المتحف، كما اطلع على مؤلفات بارزة من بينها كتب عن الأديب نجيب محفوظ وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس.
واختتمت الزيارة بجولة في المتحف الذي يضم ثقافات من الهند والصين وإثيوبيا ومصر، في مشهد عكس عمق التواصل الثقافي والإنساني بين الشعوب.



0 تعليق