طواف الوداع.. ختام المناسك وتوديع البيت الحرام

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد طواف الوداع آخر شعائر الحج التي يؤديها الحاج قبل مغادرة مكة المكرمة، وهو لحظة وداع روحانية تعبّر عن ارتباط المسلم بالبيت العتيق، وحرصه على ختم رحلته المباركة بعبادة الطواف، ولهذا الطواف خصوصية في الحكم والوقت والنية، وهو مرتبط بنهاية الحج مباشرة، وهو إعلان روحاني عن نهاية رحلة الحج، واستعداد للعودة إلى الدنيا بعد أن عاش القلب في رحاب الآخرة، ولا يُؤدى إلا عند مغادرة مكة، ويُعد واجبًا على الرجال والنساء ما لم يكن هناك عذر شرعي. أداؤه بخشوع وخضوع، فهو بمثابة ختم رسمي لحجٍ مقبول وسعي مشكور بإذن الله.

متى ينتهي وقت طواف الوداع

ينتهي وقت طواف الوداع بمغادرة مكة، أي أن الحاج يجب أن يؤديه قبل خروجه من حدود الحرم، ولا يُقبل بعد السفر، فإن طاف ثم أقام فترة طويلة في مكة مثل التسوق أو المبيت لغير ضرورة، وجب عليه أن يعيده قبل المغادرة، ويُستثنى من ذلك من يغادر مكة مباشرة بعد الطواف، حتى لو تأخر بضع ساعات لأسباب السفر أو الاستعداد له، فمن المهم أن لا يُباشر بعد طواف الوداع أي عمل دنيوي طويل داخل مكة، حتى يبقى آخر عهده بالبيت الحرام.

740.jpeg
طواف الوداع

 أحكام طواف الوداع

طواف الوداع واجب على كل حاج غير معذور، ويُعرف بكونه آخر عبادة يؤديها الحاج قبل مغادرة مكة، وقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: لا ينفرن أحد من مكة حتى يكون آخر عهده بالبيت، ويُستثنى من ذلك النساء الحائضات والنفَساء، فليس عليهن طواف وداع ولا فدية لتركه.

ويجب أن يُؤدى الطواف سبعة أشواط حول الكعبة ابتداء من الحجر الأسود وانتهاء به، مثل بقية الطوافات، ولكن لا يُتبع بسعي، لأنه لا يتصل بعمرة أو حج، بل يُقصد به ختام العبادة، ومن ترك طواف الوداع عمدًا أو نسيانًا وغادر مكة، فعليه فدية، وهي ذبح شاة توزع على فقراء الحرم، أما من تركه لعذر شرعي فلا شيء عليه.

 أهمية طواف الوداع

يحمل طواف الوداع في طياته معاني الإيمان والخشوع والتعلق ببيت الله الحرام، فهو يُجسد لحظة الفراق الروحي بين الحاج والبيت العتيق، ففيه يودع المسلم الكعبة المشرّفة بعد أن طاف وسعى ورمى الجمار، وكأن الحاج يعلن إنهاء النسك وتوديع المكان الذي شهد دعائه وبكائه وتضرعه، كما أن طواف الوداع يُعلّم الحاج أهمية ختام الأعمال بعبادة، ويغرس في قلبه أدب التوديع والشوق إلى العودة، ليظل القلب معلّقًا بالحج والكعبة والدعاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق