بدأت اليوم جلسات انتخاب البابا الجديد للفاتيكان، الذي سيكون البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، من خلال مجمع الكرادلة المغلق المعروف باسم "الكونكلاف"، والذي يُعقد داخل كنيسة سيستين التاريخية في الفاتيكان.
ويتابع ملايين الكاثوليك حول العالم أنظارهم نحو المدخنة الشهيرة في ساحة القديس بطرس، في انتظار الدخان الأبيض الذي سيُعلن عن اختيار بابا جديد، أو الدخان الأسود الذي يشير إلى فشل الجلسة في الوصول إلى اتفاق.
مدخنة الفاتيكان.. إشارات رمزية بلونين
ويُعدّ لون الدخان المنبعث من المدخنة رمزًا رئيسيًا في هذا التقليد العريق؛ فالدخان الأبيض يعني التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب البابا، فيما يشير الدخان الأسود إلى أن التصويت لم يُسفر عن النتيجة المطلوبة، أي لم يتحصل أي مرشح على ثلثي الأصوات اللازمة.
وفقًا لوكالة "نوفا" الإيطالية، فإن الموقد المستخدم لحرق أوراق الاقتراع يبلغ ارتفاعه نحو متر واحد، وهو مصنوع من الحديد الزهر، ويحتوي على صمام يدوي لتنظيم التيار الكهربائي.
يتم إدخال أوراق التصويت في فتحة تقع أعلى الموقد وتتصل مباشرة بالمدخنة، كما تُستخدم وحدة إشعال ثانية للحصول على حرارة أعلى ودخان أكثر كثافة، وفق نتيجة الاقتراع.
خليط كيميائي دقيق لتوليد لون الدخان
وتم تطوير نظام كيميائي دقيق لإنتاج لون واضح ومميز للدخان منذ حالات ارتباك سابقة حدثت في انتخاب البابا يوحنا بولس الأول عام 1978، وبندكتس السادس عشر عام 2005، حينما بدا الدخان رماديًا بدلًا من أبيض أو أسود، ما تسبب في حالة من الغموض بين الحشود المنتظرة.
أصبح لون الدخان واضحًا اليوم بفضل تقنيات كيميائية دقيقة؛ إذ يُنتَج الدخان الأسود من خليط يحتوي على الكبريت، وبيركلورات البوتاسيوم، والأنثراسين، في حين يتكون الدخان الأبيض من كلورات البوتاسيوم، واللاكتوز، والقار اليوناني أو الكولوفونيا، مما يضمن وضوح الرؤية دون أي التباس.
تاريخ تقليد "الفوماتا" منذ القرن الثالث عشر
ويعود تقليد "الفوماتا"، أي استخدام الدخان للإعلان عن نتائج التصويت البابوي، إلى القرن الثالث عشر، وتحديدًا خلال مجمع ليون عام 1274، حين أصدر البابا غريغوري العاشر وثيقة Ubi periculum التي أسست قواعد المجمع المغلق.
في بدايات هذا التقليد، كان يُستخدم القش الرطب لإنتاج الدخان الأسود، والجاف لإنتاج الدخان الأبيض، لكن هذه الوسائل لم تكن دائمًا فعّالة، ما دفع الفاتيكان لاحقًا إلى اعتماد حلول علمية أكثر دقة وموثوقية.
ترقّب عالمي لاسم البابا الجديد
تتواصل الجلسات المغلقة في كنيسة سيستين بعيدًا عن أعين الإعلام، حيث تُجرى عدة جولات من التصويت في اليوم الواحد إلى حين التوافق على شخصية البابا الجديد.
وسيتم الإعلان عن اختياره فور انبعاث الدخان الأبيض، في لحظة تُعدّ من أكثر اللحظات رمزية وتأثيرًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
وفي ظل فراغ الكرسي الرسولي، فإن انتخاب البابا الجديد لا يمثل فقط تغييرًا في قيادة الكنيسة، بل يحمل في طياته أيضًا توجّهًا روحيًا وسياسيًا مؤثرًا لأكثر من 1.3 مليار كاثوليكي حول العالم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق