كيف تمكن القدماء من حفظ طعامهم وتجنب تعفنه؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واجه الإنسان تحديًا كبيرًا في الحفاظ على الطعام دون أن يفسد منذ القدم، خاصة في زمن لم يكن يعرف فيه التبريد أو التجميد كما نعرفهما اليوم، وهذا التحدي دفع الشعوب القديمة إلى ابتكار وسائل متعددة وفعالة، تعتمد في جوهرها على ملاحظة البيئة وفهم خصائص المواد الطبيعية المتاحة حولهم.

ووفقا لكتاب “المتحف المصري، تصوير الدارسة”، فقد توصلوا بمرور الوقت إلى قواعد أساسية في الحفظ، تمثلت في تقليل الرطوبة، ووقف تعرض الطعام للهواء، واستخدام مواد طبيعية تقي من الفساد، ومن خلال التجربة والملاحظة، طوروا أساليب متنوعة استمرت معنا عبر العصور، مثل التجفيف، والتمليح، والتخمير، والتدخين، وغيرها.

الطرق التي استخدمها القدماء لحماية طعامهم من التعفن:


• التجفيف:
كان من أولى الطرق التي لجأ إليها الإنسان، وتعتمد ببساطة على تعريض الطعام للشمس لفترات طويلة، ما يساعد في سحب الرطوبة من داخله، استخدم التجفيف لحفظ اللحوم، الأسماك، الفواكه، وحتى بعض الخضراوات، تقليل الرطوبة يمنع تكاثر البكتيريا، فيحافظ على الطعام لفترات أطول.
• التمليح:
اعتمد على رش كميات مناسبة من الملح على اللحوم أو الأسماك، وهو ما يساهم في سحب المياه من أنسجة الطعام، فيجعل البيئة غير مناسبة لنمو البكتيريا، وكان شائعًا في حضارات كبيرة كالمصرية والرومانية.
• التخمير:
وسيلة أخرى استخدمت لحفظ الألبان والخضراوات، فبفضل التخمير، أنتج الإنسان القديم الجبن واللبن، وكذلك المخللات بأنواعها، باستخدام بكتيريا نافعة تحول مكونات الطعام إلى أشكال أكثر ثباتًا وقابلية للتخزين.
• الحفظ في أماكن باردة:
في المناطق التي لا يتوفر فيها الثلج، لجأ الإنسان إلى حفر كهوف أو آبار تحت الأرض، لتخزين الطعام في أوانٍ فخارية تحافظ على برودته، أما في البيئات الجبلية أو الباردة، فقد استخدم الثلج الطبيعي لهذا الغرض.
• التدخين:
من الطرق التي لم تحفظ الطعام فقط، بل أضفت عليه نكهة مميزة، كان الطعام، خصوصًا اللحوم، يُعرّض للدخان لفترات، مما يقلل من رطوبته ويغلفه بطبقة واقية تعيق نمو الكائنات الدقيقة.
• استخدام العسل:
في مصر القديمة، استُخدم العسل كوسيلة فعالة للحفظ، بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا. كان يُستخدم بشكل خاص في حفظ الفواكه وبعض اللحوم، إذ يشكّل العسل بيئة لا تناسب البكتيريا.
• التخزين في الزيوت:
من بين الطرق التي أثبتت فعاليتها، حفظ الطعام في الزيت، خاصة زيت الزيتون. استُخدم لحفظ الأجبان والزيتون، وأحيانًا اللحوم المطهية، حيث يمنع الزيت وصول الهواء ويساهم في إبقاء الطعام طازجًا.
• الأواني الفخارية:
كانت الحاويات الفخارية خيارًا مثاليًا لتخزين الحبوب، البقوليات، والمياه. فقدرتها على الحفاظ على درجة حرارة منخفضة ساعدت في تقليل فرص التعفن والتلف.

لقد أثبتت هذه الأساليب فعاليتها على مر القرون، ورغم بساطتها، إلا أن بعضها ما زال يُستخدم حتى اليوم بطرق أكثر تطورًا، مما يدل على عبقرية الإنسان القديم في التكيف مع بيئته بوسائل طبيعية تحترم الطبيعة وتحافظ على جودة الغذاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق