سجّل قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر تفوقًا لافتًا لإحدى الدول الأسيوية التي استحوذت وحدها على نصف القدرات الإنتاجية العالمية.

إذ أشارت أحدث البيانات الحكومية -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى ارتفاع الطاقة الإنتاجية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين بنسبة 62% على أساس سنوي خلال العام الماضي (2024).

وبذلك، تصبح الصين قادرة على إنتاج 125 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، وهو نصف إجمالي القدرات العالمية البالغة نحو 250 ألف مليون طن سنويًا.

وبدعم من الاهتمام الحكومي، يتوقع محللون أن يصل حجم الصناعة الصاعدة سريعًا إلى 12 تريليون يوان (1.64 تريليون دولار).

(اليوان الصيني يعادل 0.14 دولارًا أميركيًا).

إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين 2025

من شأن ارتفاع قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين خلال عام 2024 أن يصعد بإجمالي قدرات الإنتاج بالبلاد إلى 125 ألف طن.

وبحسب "تقرير تطوير طاقة الهيدروجين الصينية لعام 2025"، كشفت إدارة الطاقة الوطنية (NEA) اكتمال بناء 35 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مدار العام الماضي، قادرة على إنتاج نحو 48 ألف طن.

وارتفع العدد الإجمالي للمشروعات القائمة إلى 94 بزيادة بنسبة 62% عند المقارنة بعام 2023 السابق، حسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وعلاوة على ذلك، هناك 83 مشروعًا آخر قيد البناء، و465 إضافية أُعلنَت خلال العام المنصرم.

وخلال 2024، بلغ حجم إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين 36.5 مليون طن بزيادة قدرها 3.5% على أساس سنوي.

ورغم نمو قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر، كانت الهيمنة لإنتاج الهيدروجين من الفحم والغاز الطبيعي عبر تقنية الإصلاح البخاري للميثان (SMR) والمنتجات الثانوية الصناعية.

وتفصيليًا، كان إنتاج 20.7 مليون طن من الفحم بزيادة 6.7% على أساس سنوي، و7.7 مليون طن من المنتجات الثانوية الصناعية بزيادة 4%.

في المقابل، جاء 320 ألف طن من الهيدروجين المنتَج بوساطة مصادر الطاقة المتجددة وأجهزة التحليل الكهربائي (الهيدروجين الأخضر)، بزيادة بنسبة 3.6% على أساس سنوي.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه –أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين وفق طريقة الإنتاج:

الطلب على الهيدروجين في الصين

رغم نمو قدرات الإنتاج، فإن قطاع الهيدروجين الأخضر في الصين يفتقر إلى الطلب القوي، وهو ما انعكس في تأجيل انطلاق بناء وتطوير بعض المشروعات.

وبحسب بيانات وكالة الطاقة الوطنية الصينية، كان من المقرر بناء أكثر من 600 مشروع هيدروجين آخر، إلّا أن 90 فقط اكتمل بناؤها، و80 أخرى دخلت مرحلة البناء.

يأتي معظم الطلب الصين من قطاعات الصناعة التي استهلكت 27% من الإنتاج بمقدار 9.95 مليون طن في 2024 لتخليق الميثانول.

كما استهلكت 9.5 مليون طن لتخليق الأمونيا، و6 ملايين طن لتكرير النفط و4.05 مليون طن في صناعة الكيماويات بوساطة الفحم.

ولتحفيز الطلب على الهيدروجين الأخضر، قدّمت إدارة الطاقة التوصيات التالية:

• دعت إلى تحفيز الطلب على الهيدروجين لإنتاج الكهرباء، سواء عبر الاستعمال المباشر أو المزج بالغاز الطبيعي والأمونيا والفحم.
• أشارت إلى نجاح تجارب مزج الهيدروجين بنسبة 30% في توربين كهرباء يعمل بالغاز بسعة 50 ميغاواط.
• لفتت إلى وجود برامج دعم حكومية على المستويين الوطني والمقاطعات لتسريع نشر المركبات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين.

وبالفعل بنهاية 2024، وصل عدد محطات إعادة التزود بالهيدروجين إلى أكثر من 540 محطة.

• دعت إلى وضع آليات تجارية واعتراف مشترك بمعايير إنتاج الهيدروجين بين الشركاء المحتملين، ومنهم دول الاتحاد الأوروبي ورابطة جنوب شرق آسيا والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

أسعار الهيدروجين الأخضر في الصين

انخفضت تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين بحلول ديسمبر/كانون الأول (2024) إلى 28 يوانًا (3.85 دولارًا) لكل كيلوغرام، بنسبة انخفاض 15.6% على أساس سنوي.

لكن سعر البيع للمشتري بلغ 48.6 يوانًا (6.69 دولارًا) للكيلوغرام، بنسبة انخفاض 13.7% مقارنة بالعام السابق.

وعزت الإدارة صعود سعر البيع مقارنة بتكلفة الإنتاج إلى ارتفاع التكاليف اللوجستية، وخاصة في حالة النقل لمسافات طويلة.

ورغم ذلك، فإن تكلفة الإنتاج ما زالت أقل كثيرًا من الولايات المتحدة؛ إذ بلغ سعر كيلو الهيدروجين الأخضر بتقنية غشاء التبادل البروتوني 5.2 دولارًا، و6.94 دولارًا في الاتحاد الأوروبي.

آفاق صناعة الهيدروجين الأخضر في الصين

يتوقع خبراء ومحللون أن يصل حجم صناعة الهيدروجين الأخضر في الصين إلى 12 تريليون يوان (1.24 تريليون دولار).

وفي تحليل نشرته صحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحكومة، قال الخبراء، إن الصناعة "على أعتاب نمو سريع" بدعم من أهداف إزالة الكربون والدعم الحكومي القوي.

وفي ضوء ذلك، سيصبح الهيدروجين مكونًا رئيسًا في نظام الطاقة المستقبلي، وفي مزيج الكهرباء في الصين.

ومن المتوقع أن يشكّل الهيدروجين نحو 10% من مزيج الطاقة بحلول عام 2050، ثم إلى 15% بحلول عام 2060، حيث من المقرر تحقيق هدف الحياد الكربوني.

وعلى نحو خاص، ثمة فرصة واعدة لاستبدال الديزل بالهيدروجين في المواني والشاحنات الثقيلة لتحويل المناطق كثيفة انبعاثات الكربون إلى واجهات للطاقة النظيفة.

وعلى صعيد الذكاء الاصطناعي الذي يشهد توسعات كبيرة حاليًا، يتجلى الهيدروجين بوصفه ضرورة إستراتيجية أكثر منه وقودًا بديلًا لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والعملات المشفّرة ستستهلك نحو ألف تيراواط/ساعة بحلول عام 2026، وهو ما يعادل كامل استهلاك دولة مثل السويد أو ألمانيا.

وفي صناعة الصلب، تتجه الشركات المملوكة للدولة لوضع إطار عمل شامل يخصّ سياسات استعمال الهيدرجين خلال العام الجاري.

وبحلول عام 2030، تستهدف صناعة الصلب إكمال بناء سلسلة قيمة للهيدروجين، وإنشاء نحو 20 شركة تنافسية، و50 محطة للتزود بالوقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. بيانات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين من منصة "إس آند بي غلوبال"
2. تحليل لآفاق صناعة الهيدروجين الأخضر في الصين من صحيفة الشعب