شهدت بلدة بونر سبرينغز في ولاية كانساس الأمريكية حدثًا جويًا مثيرًا، حيث ظهرت حلقة سوداء ضخمة معلقة في السماء محاطة بدوامة دخان متحركة، مما أثار إعجاب ودهشة السكان المحليين. كان ذلك أثناء قيادة فرانكي كامرين دراجته النارية، حين توقف فجأة لالتقاط صور لهذه الظاهرة غير المألوفة، ووصفها بأنها لحظة غريبة لم يشهد مثلها من قبل في عمره الذي يقترب من الخمسين عامًا.

حلقة الدخان الغامضة في السماء

استمرت الحلقة السوداء لبضع دقائق قبل أن تتلاشى تدريجيًا، مما أثار موجة من التكهنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اقترح البعض أنها قد تكون مرتبطة بظواهر خارقة أو تجارب عسكرية سرية. ومع ذلك، قدم خبراء في مركز الأرصاد الجوية تفسيرًا علميًا بسيطًا، موضحين أن هذه الحلقة ناتجة عن انفجار صغير أو تفريغ مفاجئ للدخان، ربما من مصدر صناعي أو حريق قريب. هذا الانفجار يولد تصاعدًا سريعًا للهواء الساخن، الذي يشكل دوامة هوائية تُحبس فيها الدخان بشكل دائري، مشابه لسحابة الفطر من الانفجارات الكبيرة. يُعتبر هذا النوع من الظواهر نادرًا لكنه معروف، وقد لوحظ سابقًا في أماكن أخرى مثل سياتل.

ظاهرة الدوامة الجوية

تقع بونر سبرينغز في منطقة حضرية مزدحمة ضمن مقاطعات وياندوت وجونسون وليفينوورث، ويبلغ عدد سكانها حوالي 7837 نسمة وفقًا لإحصاء 2020. المدينة تتميز بمعالم سياحية بارزة مثل مركز الأزورا أمفيثياتر ومتحف مقاطعة وياندوت التاريخي، بالإضافة إلى مهرجان كانساس سيتي السنوي للنهضة. تاريخيًا، كانت هذه المنطقة نقطة توقف للمستكشف الإسباني فرانسيسكو فاسكيز دي كورونادو في الفترة بين 1541 و1542، مما يعطيها طابعًا تاريخيًا مميزًا. جغرافيًا، يُعزى ظهور مثل هذه الحلقات إلى البيئة الصناعية المحيطة، حيث يساهم النشاط الصناعي في تكوينها.

في الواقع، ليست حلقات الدخان ظاهرة جديدة تمامًا، إذ سُجلت حالات مشابهة حول العالم، خاصة بالقرب من المناطق الصناعية أو خلال تجارب المتفجرات. هذه الدوامة الجوية تعكس كيف يمكن للأنشطة البشرية أن تؤثر على السماء، مما يدفع إلى التفكير في أهمية مراقبة البيئة. رغم الجدل الذي أثاره الحدث، فإن التفسير العلمي يبقى الأكثر منطقية، حيث يؤكد أنها نتيجة طبيعية للظروف الجوية المؤقتة. ومع ذلك، يظل هذا الحدث تذكيرًا بجمال وغرابة الطبيعة، وكيف يمكن أن تتفاعل مع العناصر اليومية في حياة السكان.