هل تنجح قطر في فك عقدة رفات الرهائن الأمريكيين بعد عقد من جرائم «داعش»؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
هل تنجح قطر في فك عقدة رفات الرهائن الأمريكيين بعد عقد من جرائم «داعش»؟

الإثنين 12 مايو 2025

رئيس مجلسى الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

ads

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير

عبدالرحيم علي

رئيس التحرير

داليا عبدالرحيم

سياسة

الإثنين 12/مايو/2025 - 01:13 ص
رفات الرهائن الأمريكيين
رفات الرهائن الأمريكيين بعد عقد من جرائم «داعش»؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدى سنوات، بقيت قضية الرهائن الغربيين الذين أعدمهم تنظيم "داعش" خلال ذروة سيطرته على أجزاء من سوريا والعراق، واحدة من أكثر الملفات الإنسانية والسياسية حساسية وتعقيدًا.
ومع اندحار التنظيم عسكريًا بحلول عام ٢٠١٩، طويت صفحات كثيرة من ممارساته الوحشية، لكن مصير العديد من ضحاياه ظل مجهولًا، ولا سيما أولئك الذين فُقدت جثامينهم وسط فوضى الحرب والدمار.
من بين هؤلاء، عدد من الرهائن الأمريكيين الذين كانوا ضمن الصحفيين وعمال الإغاثة الذين تم توثيق إعدامهم بدم بارد في مقاطع مصورة هزّت الرأي العام العالمي.
ورغم الجهود الأمريكية والدولية التي بُذلت لاحقًا لمعرفة أماكن دفنهم أو استرجاع رفاتهم، إلا أن ظروف الحرب وانهيار البنية الأمنية في مناطق نفوذ "داعش" حالت دون تحقيق تقدم يُذكر لسنوات.
وفى تطور جديد يعيد فتح ملف منسيّ من فصول الحرب السورية، بدأت بعثة قطرية متخصصة في البحث والإنقاذ، وبمشاركة عناصر أمريكية، عملية معقدة شمال سوريا للعثور على رفات الرهائن.
وتشكل هذه الخطوة اختراقًا نادرًا في قضية طالما غابت عن الأضواء، رغم رمزيتها الإنسانية والسياسية، خصوصًا بعد تضاؤل حضور التنظيم ميدانيًا، وتغير خارطة الأولويات الدولية فى المنطقة.

هل تنجح قطر في فك عقدة رفات الرهائن الأمريكيين بعد عقد من جرائم «داعش»


بحسب وكالة "رويترز"، فإن الفريق القطري بدأ عمليات البحث الفعلية الأربعاء الماضي، بمشاركة عناصر أمريكية، فى خطوة تعكس تعاونًا أمنيًا وإنسانيًا دقيقًا بين الدوحة وواشنطن فى واحدة من أكثر الملفات حساسية، حيث ما تزال فلول "داعش" نشطة إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى، ما يجعل من مهمة الفريق القطري مغامرة محفوفة بالمخاطر.
ومع ذلك، يعكس دخول قطر على خط هذه القضية الحساسة، شراكة أمنية وإنسانية متقدمة مع الولايات المتحدة، فضلًا عن تعزيز دورها كفاعل إقليمي فى ملفات ما بعد الصراع.
تأتى هذه المبادرة القطرية فى ظل ظروف أمنية لا تزال معقدة فى شمال سوريا، إذ تنتشر هناك فلول تنظيم "داعش" إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى، ما يجعل عمليات التحرك على الأرض محفوفة بالمخاطر.
ورغم ذلك، قررت الدوحة إرسال فريقها المتخصص إلى المنطقة، مستندة إلى خبرة طويلة فى عمليات البحث والإنقاذ، سبق أن برزت من خلال مشاركتها الفعالة فى الاستجابة لزلازل المغرب وتركيا خلال الأعوام الماضية.
وأكد أحد المصدرين، وهو مسئول أمنى سوري، أن الفريق عثر حتى الآن على رفات ثلاثة أشخاص يُشتبه بأنهم من بين الرهائن الأجانب الذين قُتلوا على يد "داعش"، مشيرًا إلى أن عمليات تحديد الهوية لم تكتمل بعد.
وأضاف أن المنطقة التي تجرى فيها عمليات البحث شهدت سابقًا إعدامات ميدانية وتصفيات موثقة نفذها التنظيم الإرهابي، الذى اشتهر بتسجيلاته المصورة لأعمال القتل التي طالت صحفيين وعمال إغاثة غربيين.
ورغم أن الهويات لم تُحدد بعد رسميًا، إلا أن مجرد العثور على الرفات يُعد اختراقًا مهمًا فى ملف ظل طي الإهمال الدولي لسنوات، خصوصًا فى ظل تراجع اهتمام القوى الكبرى بما خلفه التنظيم من فظائع بعد هزيمته العسكرية.
أما المصدر الثاني، وهو مطلع على تفاصيل التنسيق القطري الأمريكي، فأشار إلى أن مدة المهمة لم تُحدد بعد، وأن العملية قد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر، بحسب الظروف الأمنية والتقنية.
ورفض كلا المصدرين الإدلاء بمعلومات دقيقة حول الموقع الجغرافي الدقيق للبحث، حفاظًا على سلامة الفريق العامل هناك.
وكان تنظيم "داعش" قد تبنى مسئولية قتل عدد من الرهائن الغربيين، أبرزهم الصحفيان الأمريكيان جيمس فولى وستيفن سوتلوف، وعاملا الإغاثة كايلا مولر وبيتر كاسيغ، وذلك فى مقاطع فيديو مروعة نشرت بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥.
وأثارت تلك التسجيلات موجة غضب عارمة حول العالم، وأسهمت في تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم.
ورغم أن بعض الضربات الجوية لاحقًا أدت إلى مقتل العديد من قيادات التنظيم، ومنهم الجهادى البريطاني محمد الموازي المعروف بـ"الجهادى جون"، الذى ظهر في فيديوهات الذبح، فإن جهود استعادة رفات الضحايا ظلت تراوح مكانها بسبب تعقيدات أمنية وسياسية.
وتمثل المهمة الحالية بُعدًا إنسانيًا عميقًا، لكنها لا تخلو من دلالات سياسية. فقد أتت بالتزامن مع تحضيرات لزيارة محتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، ما قد يعكس اهتمامًا أمريكيًا متجددًا بملف المفقودين وضحايا الإرهاب في الشرق الأوسط.
وتتزامن المهمة أيضًا مع محاولات دبلوماسية من جانب النظام السوري، الذى يحتفظ بعلاقات دافئة مع الدوحة، لتليين المواقف الأمريكية تجاهه والتخفيف من العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل دمشق لسنوات.
ليست هذه المهمة القطرية الأولى من نوعها في مناطق النزاع، إذ لعبت الدوحة في السنوات الماضية أدوارًا بارزة في عمليات تفاوض سرية لتحرير رهائن في أفغانستان وسوريا واليمن، كما كانت وسيطًا رئيسيًا في إتمام صفقات تبادل أسرى بين أطراف متصارعة.
لكن التحول اللافت اليوم هو انتقال قطر من دور الوسيط السياسى إلى الميدان الإنسانى المباشر، بما يعزز موقعها كلاعب دولي يحظى بثقة العديد من العواصم الغربية، وفى مقدمتها واشنطن.
وتُعدّ عمليات استعادة الرفات واحدة من أعقد المهام الإنسانية، إذ تتطلب خبرات فنية متخصصة فى الطب الشرعي وتحليل الحمض النووي، إضافة إلى معرفة دقيقة بالتضاريس المحلية وسجلات الحوادث الميدانية التى وقعت خلال حقبة "داعش".

الاقسام


© 2021 Albawabhnews All Rights Reserved.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق