جهود للقاء ترامب والأسد في السعودية عقب مبادرات سورية حسنة النية

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

جهود دولية جارية لترتيب لقاء محتمل بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة الأخير إلى المنطقة الخليجية. من المقرر أن تشمل هذه الجهود خطوات دبلوماسية من دول خليجية ورجال أعمال أمريكيين، مع التركيز على تقديم تنازلات من قبل الشرع لإظهار حسن النية تجاه الإدارة الأمريكية.

جهود واشنطن في تنسيق اللقاء السوري-الأمريكي

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة تبعات الحرب الطويلة، حيث يسعى الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بناء جسور مع واشنطن من خلال خطوات استراتيجية متنوعة. وفقًا لتقارير، فإن الشرع قدم عروضًا تشمل إمكانية بناء مشاريع تجارية كبرى مثل برج ترامب في دمشق، إلى جانب تهدئة التوتر مع إسرائيل ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد الطاقة في سوريا. هذه الخطوات تأتي في سياق محاولات لتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والتي تعيق التعافي الاقتصادي بعد اثني عشر عامًا من الصراعات.

رجل الأعمال الأمريكي جوناثان باس، الذي التقى بالشرع في دمشق، أكد أن هذه الجهود تشكل جزءًا من صفقة تجارية شاملة قد تشمل استغلال الطاقة ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وفقًا لباس، فإن الشرع يهدف إلى تعزيز السلام مع الجيران، مع الإشارة إلى رابط شخصي بين الشرع وترامب، حيث تعرضا كلاهما لمحاولات اغتيال. هذه الاتصالات تندرج تحت جهود أوسع من قبل دول خليجية وناشطين سوريين، على الرغم من أن الاحتمال يظل منخفضًا بسبب جدول أعمال ترامب المزدحم وغياب توافق داخل إدارته حول السياسة تجاه سوريا.

تطورات الأمريكية في تعاملها مع الوضع السوري

مع ذلك، تظل الإدارة الأمريكية مترددة في رسم سياسة واضحة تجاه سوريا، حيث يركز النهج الحالي على مكافحة الإرهاب كأولوية رئيسية. خلال اجتماع عقد في نيويورك بين مسؤولين أمريكيين ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أعرب الجانب الأمريكي عن عدم الرضا عن الخطوات السورية، خاصة فيما يتعلق باستبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العسكرية وطردهم. وفقًا لمصادر مطلعة، زادت هذه المطالب من الشروط الأمريكية إلى أكثر من اثني عشر شرطًا، مما يعقد فرصة أي تقارب.

في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن أي دعم مستقبلي أو تخفيف للعقوبات سيعتمد على تصرفات السلطات السورية في هذه المجالات. ومع ارتفاع التوترات بين سوريا وإسرائيل، خاصة بعد الهجمات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة، يسعى الشرع إلى إيصال رسالة مفادها أن سوريا لن تشكل تهديدًا لإسرائيل. هذا ما ظهر في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، حيث طلب الشرع من باس نقل رسائل قد تؤدي إلى لقاءات مباشرة بين الجانبين.

بالإضافة إلى ذلك، أشار مصادر إلى أن لقاءًا سوريًا أمريكيًا رفيع المستوى قد يحدث خلال زيارة ترامب، لكنه لن يشمل الرئيسين مباشرة. في محادثة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعرب الشرع عن أمله في تقارب ممكن، إلا أن المصادر أكدت أن القرار لن يتضح إلا في اللحظات الأخيرة. هذه التطورات تبرز التحديات في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يعتمد ترامب تاريخيًا على كسر المحظورات، كما حدث في لقائه بزعيم كوريا الشمالية، مما يفتح الباب لمفاجآت محتملة.

في الختام، يبقى مستقبل العلاقات السورية الأمريكية مرهونًا بقدرة الطرفين على التوافق، مع التركيز على ملفات الاقتصاد والأمن، خاصة في ظل الضغوط الإقليمية. هذه الجهود تعكس رغبة سوريا في الانخراط مع الولايات المتحدة لتجاوز العزلة، إلا أن التحديات الداخلية والإقليمية قد تعيق أي تقدم معنوي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق