الاثنين 12 مايو 2025 | 07:54 مساءً

الاقتصاد المصري
في تطور دولي يحمل آثارًا إيجابية على الاقتصاد العالمي، جاءت الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لتمنح الأسواق الناشئة، وعلى رأسها السوق المصرية، فرصة ذهبية نحو الاستقرار واستعادة الثقة، إذ يُتوقع أن يسهم تخفيف التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم في خفض الضغوط التضخمية، وتحسين تدفقات التجارة والاستثمار، مما يفتح نافذة إيجابية أمام الأسواق الخارجية، بما فيها مصر، لتعزيز موقعها ضمن سلاسل الإمداد العالمية.
ومع هذه المستجدات، تؤكد مؤشرات التحليل الاقتصادي أن الفرصة متاحة أمام مصر للاستفادة الذكية من هذا الهدوء النسبي في البيئة التجارية الدولية، ويتطلب الأمر استعدادًا داخليًا واضحًا، من خلال دعم الإنتاج المحلي، وتحفيز التصدير، وجذب الاستثمارات الأجنبية، لضمان تحول هذه التهدئة الدولية من مجرد ظرف مؤقت إلى فرصة استراتيجية تدعم النمو وتدفع بعجلة الاستقرار المالي والنقدي في البلاد خلال الفترة المقبلة.
اتفاق واشنطن وبكين يمنح الاقتصاد المصري فرصة للتهيؤ
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والصين عن توصلهما إلى اتفاق مؤقت لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، في خطوة اعتُبرت انفراجة بارزة في النزاع التجاري القائم منذ سنوات بين أكبر اقتصادين في العالم، وقد أسهم هذا الاتفاق في تهدئة المخاوف من ركود اقتصادي عالمي نتيجة السياسات الحمائية الأخيرة، مما انعكس إيجابًا على الأسواق المالية الدولية التي استجابت بالارتفاع والاستقرار.
وبموجب الاتفاق، ستخفض واشنطن الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بينما تعهدت بكين بخفض تعريفتها الجمركية على البضائع الأمريكية من 125% إلى 10%، ومن المقرر أن تستمر هذه الإجراءات المؤقتة لمدة 90 يومًا، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وفي مؤتمر صحفي عُقد عقب محادثات جنيف، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الولايات المتحدة والصين مثّلتا مصالحهما الوطنية بشكل جيد جدًا، مؤكدًا على وجود مصلحة مشتركة في تحقيق تجارة متوازنة، وأن التصعيد الجمركي السابق كان بمثابة حظر غير مرغوب فيه من الجانبين.
وأوضح بيسنت أن الاتفاق الحالي لا يتضمن بنودًا خاصة بقطاعات محددة، إلا أن الولايات المتحدة ستواصل العمل على إعادة التوازن الاستراتيجي في قطاعات حيوية مثل الأدوية، وأشباه الموصلات، والصلب، والتي كشفت الحرب التجارية عن نقاط ضعف فيها ضمن سلسلة الإمداد.
من جهته، أشار ترامب إلى أن المحادثات اتسمت بإعادة ضبط كاملة بطريقة ودية ولكن بناءة، في إشارة إلى تحسن اللهجة بين الطرفين بعد شهور من التصعيد.
تبعات اتفاق أمريكا والصين على خفض الرسوم الجمركية
في تعليق على الاتفاق، أكد الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، أن أمريكا والصين تسيطران على نحو 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بواقع 25% للولايات المتحدة و18.5% للصين، مشيرًا إلى أن الاتفاق بينهما يمثل خطوة كبيرة نحو استقرار النظام التجاري العالمي.
وأوضح مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، في تصريحات متلفزة، أن بدء تطبيق الاتفاق سيكون في 14 مايو، وأن الخفض الحاد في الرسوم الجمركية، بواقع 115 نقطة مئوية من كلا الجانبين، سيعيد حركة التبادل التجاري إلى مستويات ما قبل التصعيد في أبريل الماضي، مشيرًا إلى أن هذا التحول من شأنه أن يعزز أسواق الأسهم والسندات، ويخفض الضغوط على أسعار الذهب عالميًا.
تأثير غير مباشر على السوق المصري
من جانبه، صرّح حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، بأن الاتفاق الأمريكي-الصيني يأتي في توقيت بالغ الأهمية، خصوصًا مع الاضطرابات التي طالت سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع تكاليف الاستيراد، مضيفًا: "الاتفاق يبعث برسالة طمأنة إلى الأسواق، ويمنحنا فرصة ذهبية لإعادة ضبط السوق المصري وتوفير بيئة سعرية أكثر استقرارًا".
وأشار عضو شعبة المواد الغذائية، في بيان، إلى أن خفض التعريفات الجمركية بين القوتين الاقتصاديتين سيؤثر على أسعار المواد الخام والسلع الأساسية عالميًا، مما قد يُترجم إلى انخفاض في تكاليف الاستيراد داخل السوق المصري، ويخفف الضغط عن الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل.
الملفات الخلافية بين أمريكا والصين لم تُغلق بعد
رغم التفاؤل، حذّر المنوفي من اعتبار الاتفاق نهاية للتوترات التجارية العالمية، موضحًا أن الهدنة لا تزال مؤقتة، وأن الملفات الخلافية بين أمريكا والصين لم تُغلق بعد، داعيًا إلى ضرورة الاستعداد داخليًا من خلال بناء مخزون استراتيجي من السلع الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وتقليل الاعتماد على الواردات، تحسبًا لأي تغيرات مفاجئة قد تعيد التصعيد مرة أخرى.
وشدد على أهمية رفع الوعي العام حول تأثير السياسات الاقتصادية الدولية على السوق المحلي، مضيفًا: "نعيش في عالم مترابط اقتصاديًا، وتأثير النزاعات أو التفاهمات بين الكبار يصل إلى كل الأسواق، لذا، يجب علينا كدولة نامية أن نحسن استغلال مثل هذه الفرص، ونتسلّح دائمًا بالمرونة والاستعداد لمواجهة المتغيرات بذكاء واستباق".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق